بشرى المظفر : مايجري في العراق جزء من سيناريو دولي

[ماهر سعيد متي]

بشرى المظفر : مايجري في العراق جزء من سيناريو دولي

حوار مع الكاتبة الصحفية بشرى المظفّر

أجرى الحوار : نواف ابراهيم
نص الحوار:
سؤال: أستاذة بشرى منذ عدة أيام استفاق العراق على أنباء سيطرة داعش على بعض المناطق، ويوم أمس دخلت داعش الموصل ويخرج من الموصل أكثر من 500 ألف مواطن ولا ظهور للجيش، وتحتل داعش هذه المدينة، وبالمقابل ترسل الحكومة القوات لتحرير الموصل كما يحدث في سوريا الآن وبعض الدول العربية، فما الذي يجري؟
جواب: الذي يجري هو أنه كان هناك انهيار أمني كبير في الموصل بسبب انسحاب القادة الأمنيين منها بشكل مفاجئ، وقد تحدثت الحكومة عن وجود مؤامرة من قبل هؤلاء القادة الأمنيين وهناك حديث عن ملاحقات عسكرية لهم بسبب انسحابهم وترك الجيش وحده يواجه داعش، الحديث عن المؤامرة قائم هناك في العراق من قبل الجهات الرسمية الحكومية، المؤامرة من قبل القادة العسكريين، والحديث أيضا بالمقابل عن وجود إعادة هيكلة للبنية العسكرية العراقية وإعادة هيكلة للجيش العراقي، وقد تحدث المالكي عن تشكيل جيش رديف من متطوعي أبناء العشائر، طلبت منهم الحكومة أن يساندوا قوات الجيش العراقي في المحافظات التي سيطر عليها داعش، وهناك بصراحة الوضع في العراق كما تعرفون بعد عام 2003، كان للمرجعية دورا كبيرا في تعبئة الشارع، عناك اليوم كانت فتوى من المرجعية الدينية في النجف الأشرف تتحدث عن من يقتل في الحرب مع داعش سيكون شهيدا. أتصور أن هذه الدعوة سيكون لها الأثر الكبير، وهناك أفواج شكلت في بعض المحافظات العراقية وباشرت مجالس المحافظات والحكومات المحلية في بعض المحافظات العراقية بتشكيل هذه الأفواج، وكل فوج أطلق على نفسه تسمية معينة لصد أي هجوم محتمل لداعش.
سؤال: ظهور داعش في العراق في هذا التوقيت هل هو فخ لعودة القوات الأمريكية والاحتلال الأجنبي تحت حجة مكافحة الإرهاب كما يقول البعض؟
جواب: بصراحة هناك أكثر من تفسير لعودة داعش في هذا التوقيت بالتحديد، فهناك من يتحدث عن أسباب سياسية لعودة داعش، بسبب الصراعات السياسية في العراق والحديث عن كل مكون، بصراحة أنتم تعرفون الواقع الطائفي في العراق.
هناك من يتحدث عن دوافع سياسية لهذا الظهور المفاجئ في محاولة لإسقاط طرف على حساب طرف آخر، وهناك من يتحدث عن فخ لعودة القوات الأمريكية إلى العراق.
بصراحة عودة القوات الأمريكية إلى العراق والمباشرة بعمل عسكري هو مدرج ضمن اتفاقية استراتيجية أمنية بين العراق والولايات المتحدة بعد انسحابها عام 2011 وضمن هذه الاتفاقية هناك بند يلزم الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل عسكريا في حال حدوث أي انهيار أمني في العراق إذا كان ذلك بناء على طلب من الحكومة العراقية، أي عودة القوات الأمريكية إلى العراق مؤطر باتفاقية أمنية استراتيجية، وأتصور الحديث عن فخ بعيدا قليلا، فهو ليس فخا.
سؤال: لنتعتير أنه ليس فخا، ولنعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تعود، ولنعتبر أن تركيا مشغولة بشؤونها وما يحدث فيها وفي الأوضاع في سوريا كما نعلم، الآن الكل سوف يتأثر مما يحدث في العراق كما تأثر من سوريا، وهناك من يتحدث عن اتفاق دولي مخفي لحصر داعش ما بين العراق وسوريا، فهل هذا صحيح؟
جواب: لا يخفي على الجميع أنو وجود داعش في سوريا وفي المنطقة وفي العراق الآن هو جزء من سيناريو دولي، وحصر داعش والقضاء عليها في هاتين المنطقتين، حتى لا يعود هؤلاء المقاتلين إلى الدول التي خرجوا منها، لأن أغلب المقاتلين كما تحدثت التقارير الأوروبية والغربية قادمين من كندا ومن الولايات المتحدة زمن بريطانيا، وهذا يقلق الحكومات الغربية، لأان هؤلاء المقاتلين في حال عودتهم إلى بلدانهم ستكون هناك اضطرابات أمنية كبيرة، وهذا يقلق أوروبا ويقلق الولايات المتحدة ويقلق اسرائيل، ويجب ألا نتغاضى عن هذا الموضوع. فأتصور سيناريو حصر داعش بين العراق وسوريا وارد جدا للقضاء عليهم، ولكن السؤال هل القضاء عليهم وارد؟
وداعش هو ورقة ضغط على دول المنطقة، وربما ستبقى داعش في هذه المناطق لاستخدامها كورقة ضغط، وربما ستفشل الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي الذي سعى لإيجاد داعش في هذه المناطق في القضاء عليها كما حصل في أفغانستان.
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_06_12/273453627/