اصالة اللغة السريانية وليدة الارامية

بدء بواسطة وسام موميكا, مارس 19, 2013, 08:32:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

وسام موميكا

اصالة اللغة السريانية وليدة الارامية



وسام موميكا

اللغه هي وسيلة للتفاهم. هي صلة الوصل بين الناس وليس هناك لغه أفضل من الأخرى . يقول الأنجيل بأن تلاميذ المسيح كانوا يكلمون الناس ويكرزون على الناس بعد حلول الروح القدس عليهم . وعندما كانوا يكرزون على الناس كان كل واحد من الموجودين يفهم ما يقوله التلاميذ بلغته  ما معنى ذلك . معنى ذلك بأنه ليس هناك فرق بين لغة وأخرى كل اللغات متساويه عند الله. لقد تكلم المسيح باللغه السريانيه او الأراميه ولكن نحن لسنا عنصريين لنعطي صفه مقدسه للغتنا السريانيه . ولكن هذا لا يعني بأن نتناسى أو ننكر أثر لغتنا في اللغات الأخرى. لقد تأثرت الكثير من اللغات في العالم في اللغة الآراميه إن كان بالشكل أو الأسلوب أو الطريقه أو اللفظ . وهنا سنلقي نظره على علاقة اللغة السريانية او الآراميه مع اللغة العربيه .وعلاقة اللغتين ببعضهما
كان السريان يتناقلون اللغة تناقلاً حتى القرن السابع الميلادي، فابتدأ بعضهم يُؤلف في نحوها و بعضهم في جمعها، وقاية لها من الضياع بسبب اختلاطهم بغيرهم من الأمم.
و كان القلم الرهاوى المسمّى باللفظ اليوناني "الاسطرنجيلي" و يعني " المستدير" أجمل هذه الخطوط و لذلك غلب استعماله في الجزيرة و ما بين النهرين و العراق و الشام و لبنان، و من هذا أخذ العرب الخط "الكوفي" ثمّ تفرّع عنه عند الغربيين في نحو القرن السابع القلم الشرقي المعروف "بالكلداني"  و هو شبيه بالرهاوي.

وعملاً بالصيغ السريانية فان كثيراً من متكلمي بعض لهجات العربية كانوا يُسقِطون الضَمة الطويلة كما في "قاتلوا" والكسرة الطويلة والاخيرة مثل يقتضي في الوصل. اما لفظة حيوان مأخوذة من جمع الكلمة السريانية "حيوثا" أو "حيواثا" وهي بمعنى الكائن الحي. كما إنَّ  كلمة "قرآن" هي لفظ في "قريان" السريانية بمعنى "قراءة"
إنَّ هذه النماذج البسيطة والمحددة قد سُقناها للدلالة على الشراكة العميقة التي ربطت السريانية بالعربية، حيث كان لاهل العراق من هؤلاء وهؤلاء دور فاعل في هذا التفاعل والتلاقح، وقد تم ذلك قبل فتوحات العرب وبعدها وبسبب صلة الرحم الوثيقة والسبق التاريخي للسريانية في ميدان النضج والعطاء.
وهنا سنتطرق الى اللغة السريانية وفرعيها الشرقي والغربي وايضا اللغة السريانية الحديثة (السورث) :-
السريانية: اصبحت اللغة السريانية لغة مسيحيي العراق وسوريا ولبنان ومنطقة طور عابدين في جنوب  ومنطقة اورمي في ايران  ، كانت مستعملة كلغة ادبية قبل العهد المسيحي. الا ان النصوص القليلة الباقية و العائدة الى القرن الاول الميلادي لا تتيح لنا البتّ في هذا الامر. اما في منطقة الرها الآرامية، فقد حلّت فيها مدرسة مسيحية محل المركز الوثني و تطورت السريانية (الآرامية) الشرقية فيها الى لغة ادبية مزدهرة ارتفع شأنها عالياً لا سيما بعد ان اتخذتها المسيحية لغة الدين والآداب لها. و في القرن الخامس عندما ثارت الجدالات العقائدية في الشرق، استفادت اللغة من ذلك فائدة عظمى، اذ راحت كل فئة تعمل على صقلها و اغناء مفرداتها و ضبطها لتكون قادرة على التعبير عن حاجات الناس كلها، اللاهوتية و الفلسفية و العلمية و الطبية و الفلكية و اليومية. و كان للانغزال الذي سببته هذه الجدالات اثره العميق ايضاً في كلتا الفئتين الشرقية والغربية و في تطور اللغة فيها، اذ اخذت الاختلافات اللفظية و الكتابية تبرز واضحة منذ نهاية القرن السادس الميلادي. و هكذا انقسمت اللغةالسريانية( الارامية )من حيث اللفظ و الخط الى :
السريانية الشرقية والغربية:
و قد جاهد المسيحيون للذّود عن لغتهم ضد التاثير البيزنطي المتصاعد، و لكنهم لم يفلحوا في منع تسرّب اللغة اليونانية الى اللغة السريانية، بيد انهم افلحوا في نشرها في البلاد الفارسية و منها الى البلدان الشرقية، ثم الى الشرق الاقصى، الى الصين و الهند. و مازالت متداولة في الهند لدى السريان الملباريين والملنكاريين كلغة طقسية. اما في المنطقة الغربية فقد امتدت الى آسيا الصغرى و سوريا و فلسطين، و دخلت البلاد العربية و مصر. و كان تأثيرها كبيراً على لغات كثيرة كالعربية و الارمنية و الايرانية، حتى استعملها الوثنيون و المانويون انفسهم لاغراض دينية. ثم تقلص نفوذها بعد الغزو الاسلامي امام اللغة العربية فظلت لغة ادبية حية القرن الرابع عشر و لم تزل لغة طقسية لدى الكنائس السريانية الشرقية و الغربية.
السريانية الحديثة (السوادية) : ما زالت لهجات السريانية الآرامية الشرقية (السورث) محكية لدى الجماعات المسيحية القاطنة في جبال كردستان و القرى المسيحية الواقعة في شمال العراق و على الضفاف الشرقية من بحيرة اورمية و جبال طورعبدين. و لم يتخلّ عنها اصحابها الذين نزحوا الى امريكا او اوربا او غيرهما من الاقطار البعيدة. الا انه قد طرأ عليها (السورث) على غرار السريانية الآرامية الغربية الباقية الى الآن، تغيير كبير في اللفظ و تأثرت بالظروف و باللغات المجاورة كالعربية و التركية و الفارسية و الكردية و أخذ المتحدثون بها يستعملونها للاغراض الادبية ايضاً منذ القرن السابع عشر، تحت تأثير المرسلين الغربيين، فينشرون بها صحفهم و مجلاتهم و كتبهم، فسادت في هذا المضمار اللهجة الاورمية.
اذن فاللغة التي نسميها اليوم سريانية ليست لهجة من الآرامية، كما يذهب المستشرقون وأوّلهم وليم رايت في مقالته وتبعهم في ذلك مؤلِّفا الأدب السرياني مراد و البكري.
و لا بدّ لي هنا أن أشير إلى التعقيبات البارعة للمثلث الرحمات المطران بولس بهنام الذي كان مدير المدرسة الاكليريكية بالموصل عام 1951 في مجلته " لسان المشرق" - هذه التعقيبات على كتاب الأستاذين المصريين مراد و البكري لأنهما أثبتا في المقدمة "أن السريانية لهجة محلية من اللغة الآرامية". أقول كما يقول غيرى إن هذا الزعم غير صحيح، ذلك ان الآثار التي ظهرت أخيرا تؤيد هذا و منها كتاب "أحقار الحكيم وزير سنحاريب ملك اشور". و الكتاب المقدس يسمّي اللغة السريانية بأسم "الآرامية" دائما، كما جاء في سفر الملوك و دانيال و عزرا و اشعيا.
و يسمّي العلماء الأقدمون السريانية باللغة النهرية، كما جاء في كتاب "الفصاحة" لأنطون التّكريتي، ولفظة "آرامية و سريانية" تتناوبان كما يدل على هذا ما ورد في كتاب مختصر اول لا بن العبري. و قد أنكر المتأخرون ممّن كتب في هذا الموضوع مثل يوسف داؤد السرياني صاحب " اللمعة الشهية" أن تكون السريانية فرعا من الآرامية... و من أجل هذا ترد كلمة سريانية مرادفة بالآرامية، كما جاء في كتاب " اللؤلؤ المنثور" للمثلث الرحمات العلامة مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، و يبدو أنّه لا فرق بين السريانية و الآرامية، فهما لغة واحدة. و قد جاء في تفسير سفر دانيال لا بن العبري: "وتكلم الكلدانيون أمام الملك بالآرامية" ثمّ يقول و تكلم الكلدانيون بالآرامية أي السريانية، أدّى بها تقادم العهد الى ارتداء حلّة جديدة،
المصادر :
1-اللغة السريانيةحامية شعورنا القومي للباحث ديبور رزق الله
2-اللغة الارامية هي احدى اللغات السامية
3-مجلة صدى المعرفة عدد3/1992

ملاحظة :اعتمدت على المصادر اعلاه مع اجراء بعض التغيرات عليها,,,هذا للعلم مع التقدير .