تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

كردستان .. ومن يعاديها...

بدء بواسطة متي اسو, نوفمبر 27, 2014, 12:52:53 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

كردستان .. ومن يعاديها...
اخبرني صديقي وهو في كامل الاندهاش عما نقله قريبه ( من غرب العراق ) عند عودته من اربيل بعد ان قضى فيها فترة محدودة من الزمن . قال قريبه : " هؤلاء الاكراد يستحقون اكثر مما فعله صدام بهم " .
" اندهشتُ وحسبت ان مكروها حصل له في كردستان " قال لي صديقي ، ثم اضاف ، سألته " لماذا ، ما الذي فعلوه " ؟
اجاب قريبه : " تعال وانظر بنفسك ، هؤلاء الــ...ألـ .. يعيشون في الجنة وباقي العراق يعيش في النار .انهم المستفيدون الوحيدون ... لماذا نحن ، من الموصل حتى البصرة بهذا الوضع الامني المزري وهم يعيشون بطمأنينة وأمان ؟ ، ألا ترى انهم المستفيدون الوحيدون مما يجري ؟ ... هؤلاء الصهاينة ... سيأتيهم اليوم وتصلهم القوات والمفخخات " .
اجابه صيقي : " الاكراد فعلوا في باديء الامر ما يفعله العراقيين العرب الآن ، حاربوا بعضهم البعض حتى سالت الدماء وكادوا ان يصلوا الى شفا الانهيار ، ثم ادركوا الخطأ ووجدوا ان لا مناص من التأخي والمشاركة ، وما تراه الآن من خير عميم هو حصيلة فهمهم هذا .
لكن العرب في العراق غير مستعدين لهذا " الفهم " ، اتعرف لماذا ؟ لان القبضة الدينية الطائفية تأخذ بخناقهم ولا تدعهم " يفهمون " معنى التآخي . تتداخل مع الطائفية " العشائرية " مما يجعل المرض مركبا ومستعصيا ... الاكراد لم يسمحوا للدين ان يؤثر على سياساتهم ، كانت مشكلتهم هي "العشائرية " فقط ، فاستطاعوا حلها من اجل مصلحتهم القومية ... العرب مسؤولون " وليس غيرهم " عن كل الجرائم التي ترتكب بحق بعضهم البعض او بحق الاقليات الساكنة معهم " .
انتهى
في الحقيقة هناك اعداء تقليديين للأكراد من القائلين بأ ن ما فعله صدام مع الاكراد كان  قليلا . ومن هؤلاء :
- البعثيون الذين اسقطت امريكا نظامهم " الذي لا زال البعض يحن اليه " ، بعد ان تعاون الاكراد مع بقية الاحزاب المعارضة لاسقاطه .. ثم جاءت محاكمة صدام على مجزرة حلبجة لتزيد من هذا الحقد .
- القوميون العرب ، ليس في العراق وحده بل في كل الوطن العربي . هؤلاء يعتبرون ان كل القوميات الاخرى تأتي بدرجات متفاوتة اقل من القومية العربية ، وهم ينكرون اية حقوق قومية لهذه الفئات .... واية محاولة للمطالبة بأية حقوق يسارعون الى القول " محاولة لخلق اسرائيل ثانية !! .
نستطيع ان نرى " نحن المسيحيون" ذلك واضحا في التكالب على مناطقنا رغم اننا لم نطالب بأية مطالب قومية.... صدام اراد محو التواجد السرياني المسيحي فوزع  اراضيهم على الشبك ( العرب ) ، ولما اكتشف ان قسما منهم قد سجل في خانة القومية " اكراد " رحّلهم ، ثم عاد وأرجعهم بعد رجعوا الى بيت الطاعة " عربا " ...الاكراد ايضا يريدون هذه المناطق لهم ويريدون من الشبك ان يكونوا اكرادا ...
والله انها مهزلة العصر .
- الأسلاميون ، وهؤلاء يكرهون الاكراد كرها شديدا لبقاء مناطق كردستان عصية عليهم ، وبعد ان حجّم الاكراد " الاسلاميون ومشاريعهم " في كردستان نفسها . وزاد في كرههم عندما احتضنت هذه المناطق الاقليات التي هربت " بجلدها " من اجرامهم .
توجد رابطة قوية متداخلة ومتلازمة واحلاف غير مقدسة بين المذكورين اعلاه  .
كل هؤلاء ، ومن معهم او من يشاركهم الكره لوضع الاكراد أو للجوء الاقليات اليهم ، يعيشون دائما وابدا على شعار " تشويه الآخر " .. لا يتكلمون إلا بشعارات من الوطنية الزائفة التي لا يؤمنون بها اصلا لأنهم ، ببساطة ،لا ينتمون اليها ، شعارات تخوينية اصبحت متهالكة بعدما أكل الدهر عليها وشرب ... في الحقيقة ، لا نلومهم على ذلك ، لأنهم لا يملكون غيرها .
نحن ، كأقليات تكافح من اجل البقاء ، تكافح كي تحمي اطفالها ونساءها ، أصبحت المناطق العربية لنا منذ 2003 مناطق شر وموت ( في الحقيقة بدأت قبل ذلك ، منذ ان اصبح التغيير الديمغرافي لمناطقنا سيف مسلط لتهجبرنا ، واصبح التجييش ضد الصليبيين صلاة يومية من مأذنها )... بينما اصبحت المناطق الكردية مناطق ملاذ وأمان لنا رغم كل الاستغلال من بعض الاكراد ( وسبحان الذي لا يستغل في عراقنا العظيم ) .
هذا هو الموجود على ارض الواقع ، من لا يراه كذلك ، ذلك لأنه ببساطة لا ينتمي الينا ، لا ينتمي الينا ولا يريد الخير لنا ( اقول " لنا " لأنه بحس طائفي وليس بنفس عراقي ).  إنه يُكذّب الواقع كجزء من واجب وأمر عليه تنفيذه  ، من اجل إرضاء رفاق وأسياد انتماءاته ( الله وحده يعرف ماهيتهم) .
من ناحية اخرى ، ان للأكراد مطالب مشروعة واخرى غير مشروعة . غير مشروعة تدخل في خانة " الاستحواذ المقدس " ، هذا المرض السرطاني المستشري في المناطق العراقية عموما ،  و " كلنا في الهوى سوا ".
الضحية دائما هم الابرياء من الناس ، والأقليات خاصة .
كان الله في عون الجميع .