( النزوح ) ... رابطة العراقيين الجديدة

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, نوفمبر 23, 2014, 09:36:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

( النزوح ) ... رابطة العراقيين الجديدة


بهنام شابا شمَنّي
behnam_shamanny@yahoo.com

يغلب على طابع المجتمع العراقي بل شعوب المنطقة جميعا الافتخار ( بانتمائاتهم ) الدينية والمذهبية والعشائرية والمناطقية . حيث لا زالت هذه المجتمعات متأثرة بالعادات والتقاليد العشائرية والمفاهيم الدينية التي تلعب دورا كبيرا في بناء العلاقة بين افراد المجتمع ، وتحديد مدى قوة وعمق هذه العلاقة ودرجة الثقة بين الاشخاص والمجموعات .

فدائما ما يحرص الاشخاص بنسب انفسهم الى العشيرة او القبيلة التي ينتمي اليها ، او الى الدين او المذهب الذي يدين به ، او الى المدينة التي هو احد سكانها ، او الى البلد الذي هو احد ابنائه وهو ما يسمى بالانتماء الوطني الذي اصبح في ازمة في ايامنا هذه .

ويؤثر هذا الانتماء في اتخاذ قرار قد يكون حاسما في امور هامة بالنسبة لاشخاص يكونون في موقع السلطة او المسؤولية . وربما يكون هذا القرار ضد المصلحة العامة او خارج القوانين . هذا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار تأثير هذا الانتماء في التعاملات اليومية بين الافراد خلال مجريات الحياة الطبيعية .

وفي نفس الوقت ، يزيد الاخلاص والتفاني في العمل لدى الفرد في المؤسسة التي يقودها او يديرها شخص من نفس انتمائه العشائري او المذهبي او المناطقي ، وفي المقابل تتجلي كل المفاهيم الانسانية واساليب التشجيع لدى المسؤول تجاه من تربطهم به علاقة عشائرية او مناطقية او مذهبية ، والامثلة واضحة وكثيرة في حياة المجتمع العراقي .

في ايام خدمتنا العسكرية خلال سنوات الحرب وما اطولها ، كان الانتماء العشائري والمناطقي سيد الموقف لدى الآمرين الا ما ندَر . حتى تجد جميع الذين من حولهم والمقربين اليهم تربطهم بهم صلة الانتماء العشائري والمناطقي ، بل اصبح ضروري جدا للفرد الحاق الانتماء العشائري بالاسم لان ذلك يكسبه زهوا وفخرا وربما يجعله ان يكون مهابا من الاخرين ، وهكذا سار الامر على جميع مرافق الحياة الاخرى .

اما الان ، فانتماء الفرد الى حزب ما يكسبه الحظوة في الحصول على امتيازات مهمة هي في الحقيقة امتيازات لكل المواطنين . وليس الانتماء الى اي حزب كان ، بل يعتمد ذلك على مدى السلطة التي يملكها ذلك الحزب في الحكومة ، ويأتي بعده ان لم يكن يوازيه في الامتيازات الانتماء المذهبي ، الذي اصبح على اساسه في مناطق معينة ، اما ان تبقى على قيد الحياة وتكون من نفس المذهب المسيطر ،  او ان تجهض روحك ، او ان ترحل وتعيش نازحا في مكان آخر في غير منطقة سكناك .

ولوجود شريحة كبيرة من ابناء الوطن الواحد يعيشون على نفس الشاكلة ( نازحين ) ، لذا اصبحت كلمة ( نازح ) الصفة المشتركة بينهم . وبالتالي فالرابطة الجديدة والانتماء الجديد التي تربط هؤلاء هي ( النزوح ) ، ولشمول شرائح مختلفة من الشعب العراقي ومناطق واسعة منه ( بالنزوح ) فقد تكون هذه الصفة او الرابطة من اقوى الروابط التي يتميز بها ابناء هذا الوطن الجريح .

اذن نستطيع ان نقول وبقوة ، انه عندما يعتز المواطن العراقي بانتمائه الديني والعشائري والمناطقي يجب ان يفتخر ايضا بانتمائه الى مجتمع النازحين .

والرابطة الجديدة ( نازح ) لها مفاعيلها الايجابية ايضا في حياة المجتمع العراقي ، فمثلما هو الانتماء العشائري والمناطقي له دور في تسهيل الكثير من الامور في حياة الفرد العراقي ، فكذا الامر عندما يلتقي شخص نازح بآخر في منطقة كلاهما غريبان عنها ويكتشف الاثنان انهما ينتميان الى شريحة النازحين ، حتى تنفتح اساريرهما ويدخل السرور والثقة قلبيهما ويعرض احدهما على الاخر المساعدة ، وكانهما عراقيان التقيا في بلاد الغربة حيث تجمعهما رابطة الانتماء الى الوطن الواحد .  فهنيئا للعراقيين رابطتهم الجديدة .


ماهر سعيد متي

هناك رابطة اخرى تلوح في الافق وهي عبارة ،، مهاجر خارج الوطن ،، كم كانوا عدلاء حتى في توزيع الظلم .؟
تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة