مشــــــاكسة دعونـــــا نســــــرقكم / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 27, 2015, 12:08:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

   مشــــــاكسة
دعونـــــا نســــــرقكم

برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.....................................
إشتعلت البلاد من أقصاها الى أقصاها بالتظاهرات الصاخبة منددة بالفساد ومطالبة بمحاسبة الفاسدين والمفسدين والسراق الذين اغتصبوا حقوق العباد، وتزاحمت وتنوعت وتداخلت الشعارات، ومعها اهتزت كراس وسقطت وجوه واسرعت اقدام في جريها الى المطارات وراحت المئات من الاصابع تتلمس بمهنية لصوصية جوازاتها الاجنبية، بينما اسرعت اقدام اخرين الى سوق مريدي وفروعه في المحافظات لتزوير حقوق وتواريخ ملكية العقارات، وارغمت الانتفاضة الجماهيرية المطالبة بالاصلاحات الجذرية واالتغييرات الجوهرية ومحاسبة من باع اغنى واغلى واروع الاوطان بأبخس الاثمان، كل الفاسدين والمختلسين واللصوص والسراق الاسراع في البحث عن مكان آمن عبر خروج آسن.
وعلى الرغم من ان الحقائق والوقائع والدلائل والارقام لم تكشف الا عن (خروقـــات) بسيطة وعن (هفــــوات) هامشية، وعن صفقات فساد تمت (بحســن نيـــة) وعن (إثـــــراء) طبيعي و (مشــــروع) رغم سرعته الخارقة، ربما جعل متسولا او عاملا في محل لبيع الموبايلات (مليارديـــــرا) بغمضة عين قد لاتزيد ثروته (المتواضعــــة) على سبيل المثال عن (عشــــرة مليـــــارات دولار) فقط الى جانب ربما عدد من (عشــــرات) العقارات الموزعة في مختلف البلدان، وعن صدفة مريره او ضربة حظ قديره جعلت من خائب فاشل في الدراسة الجامعية قد لا يمتلك الا شهادة الدراسة الاعدادية مسؤولا رفيعا يتقاضى بعد ممارسته المسؤولية لبضعة اشهر فقط  راتبا تقاعديا خياليا يتجاوز الخمسين مليون دينار، ومن كان بائعا للانتيكات يمسي مسؤولا رفيعا لايمتلك بعد ان (نجــــح) في جعل الارهاب يستبيح البلاد ويهجر ملايين العباد الا ثروة (متواضعــــة جــــدا) بلغت وفقا لادعاءات تقارير اجنبية (غيــــر نزيهــــة وغيـــر محـــايدة) (50) مليار دولار فقط، في حين لم يستطع مسؤول رفيع آخر ادعى بان المسؤولية الرفيعة التي يمارسها لا تشرفه وهي (تحــــت حذائـــــه) ان يجني عبر مهامه (النضاليــــة) وخدماته وانجازاته (الوطنيــــة) ووفقا للادعاءات الامبريالية ايضا الا (35) مليار دولار فقط، وعلى الرغم من ان (14) مسؤولا رفيعا من مسؤولينا الافاضل الاكارم الفقراء النزهاء ربما يلتحقون رغم (فقرهـــــم المدقـــــع) بقائمة اغنى الاغنياء بثروة متواضعة لا تزيد عن (208) مليارات دولار جمعوها من عرق جبينهم ومن العقود والصفقات التاريخية والحصص والنسب (الشرعيــــة) وفي مقدمتها اجهزة السونار المضحكة المبكية التي نجحت في الكشف عن التوابل والعطور ومساحيق التجميل النسائية وربما عن الوان ملابسنا الداخلية، لكنها فشلت فشلا ذريعا في الكشف عن الكواتم واصابع الـ (تــي ان تـــي) والمتفجرات والمفخخات، وصفقة المدرعات الاوكرانية المستهلكة التي تم استيرادها بملايين الدولارات لتصبح (مكبـــا) للنفايات، وعقود وصفقات بناء المدارس التي لم ينجز منها الا الهياكل الحديدية وربما تم اغلاق ملف فسادها اكراما لاحدى الدول (الاقليميــــة)، وغيرها الكثير من الاخطاء والسرقات (الهامشـــية) التي تمت يالطبع (بحســــن نيــــة) والتي ربما التهمت (الميزانيــــة الســـنوية) التي عجز االبرلمان برغم جهوده (الوطنيــــة الديناميكيــــة) عن العثور على ابواب ووثائق ومستمسكات الصرف الاعتيادية الخاصة بها وربما قرر اغلاق ملف (القضيــــة) لان عمليات الاستحواذ والتقسيم والصرف تمت كالعادة رغم الاخطاء (الهامشيـــــة) (بحســــن نيـــــة) ووفقا (للمصالــــح الوطنيــــة)، الا ان الجماهير الغاضبة التي تناست كل (الانجـــازات التاريخيـــة والانتصــــارات الملحميـــة والمكاســـب الخياليـــة والمســـتوى الرفيـــع مــــن الرفاهيـــة) التي حققتها الحكومة والبرلمان والمسؤولون وابناؤهم واسرهم واحزابهم وحماياتهم لم يقتنعوا بتلك (الهفــــوات الهامشــــية) فاشعلوا التظاهرات ورفعوا اللافتات واغلقوا الشوارع والجسور والساحات وصرخوا بمختلف الشعارات التي بامكانها ان تحرج وتقلق وتربك وتهز وتطيح بافضل الحكومات بعد ان تناسلت تلك اللشعارات واصبحت بالمئات.
فالمتظاهرون بطيبتهم التي تقترب من (الســـذاجة الفطريــــة) لم يستوعبوا اهمية ان توفر الدولة للبرلمانيين وللمسؤولين وللسياسيين رواتب ومخصصات مجزية وحمايات تتقن إغراق المواطنين، خلال سير موكب المسؤول المعني، بالشتائم والبصاق وكيف تلقن دروسا امنية باللكم والرفس والبصاق والصفعات واطلاق النار على كل من تسول له نفسه مضايقة موكب المسؤول او مجرد محاولة تجاوزه حتى لو كان (صحفيــــا) او سائق سيارة اسعاف يحاول انقاذ حياة احد المصابين، ولا يدركون اهمية ان توفر الدولة لهؤلاء المسؤولين السيارات المصفحة لانهم يخشون ان تنهال الجماهير عليهم بالقبلات الحارة اعتزازا بانجازاتهم التاريخية، الى جانب مخصصات الطعام والشراب والايفادات واجراء العمليات المختلفة لهم او عمليات التجميل لزوجاتهم، وان توفر لهم مقرات السكن وملاعب الاطفال وحتى علب المناديل الورقية في دورات المياه او اجهزة الرياضة والمساج وان ترصد لهم المليارات (لترميــــم) دورهم، من اجل ان تتوفر لهم الاجواء (المناســـبة) و (الراحــــة النفســــية) التي تمكنهم من تجديد حيويتهم وبما يمكنهم من تقديم افضل الخدمات لهذا الشعب الجائع الضائع الذي ربما امسى ربعه يعاني من البطالة والعوز، وربعه من التشرد والتهجير والنزوح، وربعه من الهجرة الخارحية والغربة والضياع في ارض الله الواسعة، وربعه يرزح تحت مستوى خط الفقر في دولة تمتلك اضخم الاحتياطيات النفطية وربما تمثل ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط بعد العربية السعودية، لكن سياسة (اللفــــــط) اضاعت كل موارد النفط واغرقت البلاد بالجوع والقحط.
اخيرا، وفي الوقت الذي يرفع فيه المتظاهرون مئات الشعارات مطالبين بالخدمات والكهرباء وفرص العمل ومحاسبة الفاسدين واقالة الفاشلين والغاء الرواتب والمخصصات الخيالية للمسؤولين وايقاف رواتبهم التقاعدية الخرافية، وفصل اصحاب الشهادات المزورة وتنظيف الوزارات ومؤسسات الدولة من التعيينات العائلية وتقليص الحمايات التي تجسد خوف المسؤولين من ابناء الشعب وغيرها الكثير الكثير، بيد ان هذه التظاهرات الحاشدة بشعاراتها المختلفة ربما ستستفز الفاسدين وستحفزهم على إعادة تنظيم صفوفهم والخروج بالمقابل بتظاهرة تحد مطالبين هم ايضا بحقوقهم (المشـــــروعة) التي يجسدها شعارهم الستراتيجيي الوحيد الذي يتقنون تجسيده وترجمته جيدا الا وهو:
(دعونــا نســرقكم) ، و(تريـــد ارنــــب اخــــذ ارنــــب .. تريـــد غــــزال اخـــذ ارنــــب)