مشاكسة كلـــــب حراســــة البرلمـــــان / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 31, 2012, 07:36:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
كلـــــب
حراســــة البرلمـــــان




مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



في الوقت الذي اطاحت فيه الانهيارات والخروقات والماسي والفواجع والكوارث الارهابية بواحدة من اضخم صفقات الفساد الامنية ' ممثلة بأجهزة الكشف عن المتفجرات التي كانت الى جانب اسعارها الخيالية حيث تعاقد على شرائها بعض الخبراء النبلاء الاوفياء الاصلاء النجباء بسعر تعاوني, كان وبحسب اللهجة العامية العراقية (أخـــو البــــلاش) اذ تجاوز سعر القطعة الواحدة من ذلك الجهاز السحري المضحك المبكي الاربعين الف دولار وفقا للتقارير الصحفية الامبريالية الاستعمارية الخبيثة , في حين ان سعره الحقيقي وفقا لمصادر رسمية بريطانية كان بحدود الخمسة والعشرين دولارا فقط , الى جانب شفافيته المفرطة وعدم تمكنه من الكشف عن أي نوع من المتفجرات باستثناء العطور والتوابل ومواد مكياج وتجميل السيدات , فقد اقتنع المسؤولون كما يبدو بضرورة الاستفادة من التجارب العالمية في القضايا الامنية والاعتماد على الكلاب البوليسية الخاصة من خريجي الدورات الامنية المكثفة , والتي لا تعرف كما الانسان الغش والخداع والفساد والكذب والمحاصصة والرشا ' ولا تميز في عملها ونزاهتها ومصداقيتها ومهنيتها العالية بين الوزير والخفير, ولا توقف نواب الكتلة الفلانية وتخضعهم لادق عمليات الشم والتفتيش المفصل وتغض الطرف عن برلمانيي كتلة اخرى تحت أي مسوغ او ذريعة.
وفي هذا الصدد تم التعاقد مع مسؤولي احد الكلاب الخاصة بهذا المجال الحيوي للقيام بهذه المهمة التي عجزت عنها الكفاءات والخبرات البشرية والاجهزة والمعدات الالكترونية , حيث كشف مصدر من داخل مجلس النواب ان البرلمان سبق ان تعاقد مع شركة امريكية للكلاب البوليسية تابعة لاكاديمية (كلوبــــل) المتخصصة في مجال الامن التي تمتلك معهدا لاكثار هذه الكلاب وتدريبها 'لتوظيف احد كلاب الحراسة المتمرسين لحماية البرلمان وتم في العقد تحديد      الراتب الشهري للكلب المعني بخمسة الاف دولار فقط ولثماني ساعات عمل في اليوم , حيث تبلغ حصة هذا الكلب ابن الكلب ثلاثة الاف دولار ينفقها على نفسه وعلى زوجته الكلبة الوفية وعلى جرائهما المدللة الذين ربما يواصلون دراساتهم التاهيلية العليا في ارقى المعاهد والجامعات الحيوانية وربما يشيد لهم منتجعا متواضعا في دافوس او في الريفيرا او في جبال الالب او في جزر الكناري للسياحة والراحة والاستجمام , ويوفر ما يتبقى في احد المصارف الفيدرالية ضمانا لمستقبل العائلة الكلبية, في حين تستقطع الشركة المعنية بالتوظيف الفي دولار من مبلغ العقد لتوفر للكلب السعيد السكن الملائم والطعام والفواكه والحلويات والمعجنات والكبتشينو والكورن فليكس والكرواصون والكافيار ومعدات الرياضة والرشاقة والعطور الباريسية والرعاية الصحية والنزهة والنقل ومشاهدة افلام الثري دي والتزحلق على الجليد الاصطناعي والكوافير والحمام الزيتي والجاكوزي والضمانات الاجتماعية واجهزة الايفون والايباد وخط الانترنت الخاص بموقعه على الفيس بوك للتواصل مع اصدقائه الكلاب .
وعلى الرغم من ان الراتب الشهري لهذا الكلب ابن الكلب المحظوظ يساوي مجموع الرواتب الشهرية لعشرين متقاعدا يستلم كل منهم ما قيمته مائتين وخمسين دولارا ,الا ان هذا الاجراء يبقى عمليا وحيويا وحضاريا رائعا ,يعبر عن المواكبة الفعلية للتحولات الدولية الستراتيجية في هذه القضايا المصيرية.
بيد ان الامر كان سيكون اشد مدعاة للفخر والاعجاب والاعتزاز وابلغ فائدة لو تم بالفعل نشر قوات وافراد خاصة من فصائل هذه الكلاب المدربة فائقة الدقة وعالية الخبرة وواسعة الكفاءة والمهنية في مداخل جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات والهيئات والمنظمات والاحزاب ومجالس المحافظات والسفارات والملحقيات والهيئات الدبلوماسية والمطارات , بامكانها عبر حاسة الشم فائقة القوة والحساسية لديها ان تشم روائح الفساد والرشا والعقود الوهمية والصفقات الفاسدة والحصص المالية والمحسوبية والمنسوبية والارتباطات الخارجية والتمويلات الاجنبية والتصريحات الكاذبة والشهادات المحورة والوئائق المزورة والمزايدات البرلمانية والسياسية والمصالح المالية واعداد الشقق والفلل والشركات والمعامل التي تملكها هذا المسؤول او ذاك بطرق واساليب غير شرعية في الداخل والخارج , وتقوم هذه الكلاب التي لا تعرف المحاباة ولا الخداع ولا التمييز بين هذا وذاك ولا المجاملة على حساب الحقائق وشرف الامانة المهنية بالتمسك باذيال هؤلاء الفاسدين ومنعهم من دخول دوائرهم ربما ستكون اشد فاعلية من جميع لجان وهيئات النزاهة والرقابة والعدل والتدقيق والتحقيق في العالم اجمع , والاهم ربما ستكون هذه القوة الكلبية الخاصة العامل الحاسم بيد الحكومة للقضاء تماما على الفساد وتنظيف البلاد والحفاظ على اموال ومصالح وحقوق العباد.
وعندها سينكشف المستور,وتظهر خفايا الشرور وعمليات التجاوز على القوانين والدستور ' وسيتعرف العراقيون ربما على خفايا مذهلة عن اخطر انواع وشبكات الفساد وخيوطها وارتباطاتها وقادتها وادواتها وغنائمها ومفرداتها , وسيتلمسون الاسباب الحقيقية الظاهرة والخفية لازمات الماء والكهرباء والخدمات والانهيارات الامنية والاختطافات والتعيينات والاستحواذات والاسلحة الكاسدة والمواد الغذائية الفاسدة وغيرها الكثير والمثير والخطير.
عندها ,عندما سيتوسل ويستجدي المرشحون الفاسدون اصوات القطاعات الشعبية  في الانتخابات البرلمانية , ربما سيغني العراقيون لهؤلاء الذين سرقوا منهم رغيف الخبز والامانة والامان:
     (لســـه فاكــــر ... كــــان زمــــان)