نداء رقم (1) من مجموعة 2/8/2014

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 21, 2014, 08:48:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

نداء رقم (1) من مجموعة 2/8/2014


برطلي . نت / متابعة


عشتارتيفي كوم/

دفع الشعور بالواجب القومي والإنساني تجاه ما يحصل لأبناء شعبنا المسيحي، احفاد بابل وآشور وغيرهم من الاقليات في العراق ب (24) شخصية من الاكادميين والادباء والمفكرين والنشطاء في المجال الانساني وعقدوا إجتماعًا تحاوريًا في أربيل/ عنكاوا بتاريخ 2/8/2014. وأصدروا بيانهم الأول بهذا الخصوص. والبيان كان عبارة عن نداء إستغاثة عاجلة، ودعوة المجتمع الدولي للنظر في مسألة أو محنة الأقليات القومية والدينية في العراق بمنظار ينمّ عن قدر كبير من المسؤولية تجاه تلك الاقليات، وتعود هذه المجموعة  (مجموعة 2/8) مرة أخرى، لتصدر هذا النداء الى كافة مؤسسات الامم المتحدة ورئاساتها ورؤساء دول مجلس الامن الدولي والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي ومجامع الكنائس المختلفة. وكافة الجهات والمنظمات الانسانية المعنية في هذا العصر بالشأن الانساني وبمسألة الابادة الجماعية وشروط تحقيقها، وكيفية منع وقوعها، ومعاقبة مرتكبيها، ونوع وسبل تلك المعاقبة إذا حصلت الابادة الجماعية في أي مكان من العالم.



نصّ النداء:

ان الذي حصل بحق اكبر مدننا نحن المسيحيين من حيث المساحة والسكان في بلدات وقرى سهل نينوى مثل ( بغديدا، تلكيف، برطلة، كرمليس، تللسقف، باطنايا،ب عشيقا، بحزاني، شرفية، القوش، بندوايا وغيرها) ليلة 6 -7/8/2014، غريب بل غريب جداً! بسبب انسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق بشكل مفاجئ  دون سابق إنذار،  وتبع ذلك الإنسحاب دخول داعش الى معظم هذه المدن والقصبات والقرى وبسرعة البرق، ويبقى السؤال ماذا جرى في ذلك اليوم يا ترى؟ وبأمر مَن ولماذا ؟ وماذا يعني ذلك في خضم  كل ما يجري في العراق منذ 2003؟ وماذا يمكن للمرء ان يسميه وبماذا يمكن يوصفه؟ انها اسئلة كبيرة لا يعرف جوابها إلا الكبار في هذه اللعبة التي جعلت العراق من شماله الى جنوبه مسرحا لأحداث جسيمة لا تُحمد عقباها ان كل الذي نتج عن عملية التسليم والاستلام اذا صحّ التعبير المأساوية في سهل نينوى واطراف الموصل، وما تبعتها من طرد وتهجير وفرار عشرات الآلاف من المدنيين العُزل خارج ديارهم وهم مجردون من كل شيء، يمكن حصره في نقطين فقط:-

الاولى: قيام الطائرات الامريكية بقصف بعض مواقع  تحشدات (داعش) القريبة من مدينة أربيل للحدّ من التقدّم نحوها،  وبرّرت أمريكا هذا القصف بحجّة حماية رعاياها الموجودين في أربيل. وحماية الاقليات النازحة الى اربيل.

   أما النقطة الثانية: فهي لم تخرج لحد الآن عن إطار بعض التصريحات والدعوات لإقامة مناطق آمنة للأقليات الدينية والقومية في مناطق تواجدها التاريخية  في شمال العراق، بالإضافة إلى إنزال بعض المَعونات الإنسانية على جبل سنجار لآلاف من الإيزيدية المحاصرين هناك. وكمرحلة ثانية من الإجراءات المتخذة من قبل امريكا والغرب لمعالجة هذه الأوضاع الشاذة انسانياً، إنحصرت في دعم الحكومة المركزية وحكومة الإقليم للوقوف بوجه داعش،  من خلال تزويدهما بكميات محدودة من الأسلحة،  وهذا خير ما فعله الامريكان في هذه المرحلة وان كانوا في ذلك متأخرين.

ولكن ما فات الامريكان والمجتمع الغربي كله، وعلى ما يبدو انه عن قصد، بخصوص ما يتعلق بشعبنا المسيحي (الكلداني السرياني الاشوري) وانه لأمر مهم بل مهم جدًا لعلاقته المباشرة بالحالة النفسية والظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء الناس وهم مهجرون في بلدهم وتحت إمرة حكومتيهم في (المركز والإقليم). لأن إستمرار الأمر على هذا الحال سيؤدي بمعظم تلك الآلاف المهجرة ان تغادر الى دول الجوار قريباً جداً، لتقف امام شبابيك السفارات الغربية طلب للنجاة،  أي اللجوء وترك العراق إلى الأبد.

فإن كانت الغاية من كل ما جرى بعد ليلة 6/7 آب مغادرة المسيحيين  للعراق، وكاد ان يتحقق مرام الاطراف الراغبة في ذلك. وعلى العكس ان كان الهدف هو توفير المناخ السلمي والاستقرار الامني للحفاظ على الاقليات العراقية من الإيزيدية والتركمان والشبك والمسيحيين وضمان بقائها في وطنها. فلابد من التحرّك السريع بل السريع جدًا وإتخاذ الخطوات الملموسة وعلى أرض الواقع للحد من هجرتهم:

1. من خلال المباشرة بوضع خطة ومنهج متكامل لإقامة منطقة آمنة لحمايتهم على ان تشمل كافة مناطق سكناهم وحيثما هم على أراضيهم التاريخية في شمال العراق.

2. توفير الخدمات الأساسية اللازمة فورياً لانقاذهم من محنتهم الإنسانية.

3. فتح باب التطوع لتسجيل أفواج من شبابهم (ذكورًا وإناث) وتدريبهم عسكريًا وتهيئتهم نفسيًا و معنوياً لكي يتمكّنوا من حماية محميتهم المرتقبة وبأشراف دولي.

   عندها سوف يخف الزحف البشري نحو شبابيك سفارات الدول الغربية،  وتكون في حّل من المسؤولية الإنسانية كأيجاد فرص عمل وتوفير المسكن لهذه الموجات البشرية القادمة من العراق. وبالمقابل سيشعر الإنسان ( الكلداني السرياني الاشوري )  عموما بأن وطنه العراق جدير بأن يُعمّر ليعيش هو ومن يأتي بعده برفاهية وسلام على أرض أجداده.

     ومن اجل تحقيق كل ما جاء أعلاه يتوجب على رئاسات الكنائس العراقية كافة واحزابنا القومية والوطنية والمذهبية والمؤسسات الثقافية والفكرية والمدنية  وكافة الجاليات العراقية المسيحية وغيرهم خارج الوطن،  يتوجب عليهم جميعاً العمل الجاد والمخلص من خلال الضغط على المجتمع الدولي ورئاسات حكوماته وهيئة الامم المتحدة وسكرتيرها العام السيد بان كي مون، على أهمية وضرورة العمل على تحقيق  اقامة منطقة آمنة ومحمية للمسيحيين من ( الكلدان السريان الاشوريين)  في العراق. وعدم الاعتماد على قدرات بغداد واربيل لانهما عاجزتان عن تحقيق ذلك في الوقت الراهن.

                                                             

                                                                  مجموعة ( 2/8 )

                                                               20 آب 2014