رحلة المليون مع وزارة الهجرة والمهجرين

[ماهر سعيد متي]

رحلة المليون مع وزارة الهجرة والمهجرين

لكوني من المهجرين قسرا والتاركين لجميع اموالهم وردني اتصال هاتفي بصوت جميل طالبا مني الحضور في مدرسة بهرداران الكائنة خلف كنيسة بشموني في عنكاوة ، وحالما طلبت السؤال عن سبب الحضور اخبرتني المتحدثة باني سأعلم الموضوع حال حضوري ..  فهممت باكرا بالحضور قبل التاسعة لأجد عشرات الاشخاص بالانتظار على الباب الرئيسي والباب مغلق وبعد الاستفسار تبين بان مواطنين قد حضروا قبلي ودخلوا من باب آخر والغاية هي استلام منحة المليون دينار المخصصة من الوزارة .. فتوجهنا مسرعين لنجد عشرات اخرين غيرنا بالانتظار .. وبعد عدة ساعات حضر الاخ مدير المدرسة مشكورا واعلمنا بان موظفي الهجرة لم يحضروا بعد .. وطالت ساعات الانتظار حتى بلغت الساعة الواحدة النصف ظهرا لنجد بوادر الخير بحضور موظفي الهجرة وحالما اتخذوا لهم مكانا للعمل والجلوس بدأ الناس يتوافدون اليهم في القاعة والغريب ان يطلب الموظفين من الحضور نفس المستمسكات التي قدمت لهم سابقا وهي ما يسمى بالمربع الذهبي ( هوية الاحوال المدنية لرب العائلة ولجميع افراد العائلة وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن ) مرفقا معه نسخة ضوئية من الكتاب الصادر من احدى الكنائس او الجهات الرسمية لدائرة هجرة اربيل ( ومعظم الناس قد سلموا النسخة الاصلية مع جميع المستمسكات سابقا الى دائرة الهجرة ولا أعلم ماهي الحكمة من طلبها ثانية ) .. وحال اكتمال المستمسكات ( وبقدرة قادر .. خاصة وان مكاتب الاستنساخ تشفط مافي الجيب – هل تصدقوا ان احد المكاتب استنسخ المستمسكات الاربع +فايل كارتون وطلب مبلغا قدره ستة الالآف دينار - ) بدأوا بأعتماد آلية جديدة تتمثل بتعليق قوائم على الجدران بعد اخذوا استراحة للغداء بحدود ساعة .. وبدا من بين الجموع شخصا يقوم بتصوير الاحداث فبادرته بالكلام قائلا : هل تقبلوا النقد البناء وان نذكر مالكم وما عليكم .. فأجابني مشكورا بأنه ينقل الحقيقة كما هي وسألني ان كنت ارغب بالحديث امام الاعلام المرئي فلم امانع .. ابتدأت حديثي بالثناء على عمل الوزارة وسرعة الاستجابة بتوزيع المبالغ المالية ثم بادرت بنقد السلبيات بضمنها تأخير الحضور و بطء العمل واعطاء لبعض المستحقين لمبالغ تقل عن المليون (200الف دينار فقط ) يقولون انها التعليمات واقترحت في نهاية حديثي جعل وزارة الهجرة وزارة سيادية نظرا لكثرة الازمات والهجرات المواكبة للشعب المسكين .. وبدأ العمل رتيبا ويمر ببطء شديد وظهرت عددا من الاسماء ممن استلموا سابقا لهذه المنحة حيث زجت اساميهم فيها دون استئناء لتبلغ الساعة الثامنة مساءا ولم يستلم فيها سوى 230 اسما من مجموع 500 اسم اختيروا بطريقة نجهلها .. حتى اعلمونا بالمجيء غدا صباحا لتكملة هذه المهمة العسيرة  دون ان استلم المقسوم متمنيا ان لا يكون الموعد كسابقه .. وتلك رحلة المليون مع وزارة الهجرة

[ماهر سعيد متي]

اليوم استلمت مبلغ المنحة البالغ مقدارها مليون دينار عراقي والعمل كان يجري بانسيابية جيدة .. تحياتي