تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

لقد خذلونا وذلونا / شمعون كوسا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 19, 2014, 06:16:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

لقد خذلونا وذلونا

برطلي . نت / بريد الموقع

شمعون كوسا

اين انت ايها المسيح ،
كنتَ قد قلتَ لنا : سوف يضطهدونكم من اجل اسمي ، واعتقدنا آنذاك بان هذا سيحدث في بدء المسيحية ، ولكن الان وبعد مضي الفي سنة ، وبعد ان انتشر اسمك في كافة ارجاء المعمورة ، وتقدمت البشرية علميا وصناعيا وتطور العالم وتحضرت الامم ، وبعد ان تنورت العقول وانفتحت على ثقافات بعضها البعض  ، لم نكن نتصور ابدا بان قوى الشر ستعلن في ايامنا هذه عن مناقصة  تطلب فيها خدمات عناصر يحملون المواصفات التالية : مفترسون ، كواسر ، جوارح وعناصر عديمي الرحمة لا يؤمنون الا بما قد أُملي عليهم من تعليمات ، غير آبهين الا بمرادفات التهديد والترهيب والقتل والذبح والاعتداء بكافة انواعه ، والاهداف غير المعلنة للمناقصة هي العودة الى زمن العبودية والى ظلامية لم يشهد مثلها التاريخ .
حال تهيئة هؤلاء المرتزقة وتسليحهم ، انقضوا علينا بسرعة البرق ومثل الحيوانات ، وكأننا نحن بالذات كنّا هدفهم منذ البداية . أمهلونا أياما قليلة جدا كي ننصاع لاوامرهم التي كانت تقضي : إما التنكر للمسيح وتعاليمه ، أو دفع ضريبة او ايجار شهري ، للتخلص من الموت ، فهم يؤجرون لنا الحياة  لنعيش بصفة مخلوقات غريبة ، أو ترك البيوت والاموال والاوراق والمقتنيات ، وبخلاف ذلك سيكون السيف الحدّ الفاصل .
قالوا بانهم  يحملون رسالة من الله وهم مكلفون بتنفيذها . بدأوا حالا بفرز الناس حسب معتقداتهم ووضعوا حرف النون على منازلنا ، معتبيرين أن النصراني  هو المجرم المطلوب منذ البدء  ، والبشرية لم تكن قد وعت لهذا الموضوع كل هذه المدة ولم تنتبه له إلا في ايامنا .
لقد تركنا بيوتنا وأموالنا ومحصولاتنا ومصالحنا لكي نحافظ على اسمك ، هربنا لكي لا نضطرّ لنكران ما زرعه فينا اباؤنا واجدادنا منذ الفي سنة . تركنا قُرانا التي لم نهجرها يوما ، وفضّلنا التشرد عن إنكار ديننا .
نتساءل ونقول : كيف سكتت القوى العظمى ودول المنطقة على كل ما نكابده هذه الايام .كيف اطبق رجال دينهم افواههم ، رجال دين كانوا يصدرون فتاوى لاتفه الامور ، اليس سكوتهم الحالي فتوى واضحة بل جرما مشهودا ؟ هل نحن ضمن خطة خيوطها بعيدة جدا . ولماذا يطلبون رؤوسنا ويريدون طردنا من بلدنا ، وإبعادنا عن الارض التي كانت أصلاً لاجدادنا ؟ هل يلاحقوننا لاننا ندعو للخير ، لاننا نحب السلام ، لاننا ندعو للعفو والمغفرة ، لاننا نعتبر جميع الناس اخوة حتى من خالفنا الرأي ، أم لاننا اصحاب رسالة اذا اتّبعها العالم سوف يتجنب الحرب ويحصل على السلام الدائم ، رسالة تدعو للمحبة بين الناس والابتعاد عن الاحقاد والضغائن ونبذ الانتقام ؟
لم نكن نعتقد يوما باننا سنُستأصل من قرانا . هل يمكن ان يقبل القره قوشي ان يترك مدينته التي ولد فيها ، مدينة عاش فيها اجداده منذ القدم . قره قوش التي لم يعرف الناس فيها  غير القداديس والصلوات الصباحية والمسائية ، قره قوش التي كانت مصنعا لرجال الدين والتي لبّت احتياجات كافة الكنائس ؟ وهذا صحيح تماما فيما يخص الكرمليسي والبرطلاوي والبعشيقلي والتلكيفي والبطناوي والتللسقفي والباقوفي والالقوشي ، هل كان يخطر ببال احد من هؤلاء التخلي عن جذوره التي ترقى الى بداية المسيحية . ما هذا الظلم ؟ هربنا بمجموعات مؤلفة من عشرات الوف الاشخاص ، وكان الاعلام الرسمي لا يتحدث الا عن اقليات ولم يأتِ| على ذكر المسيحيين . لقد أصبحنا اقلية ، مجموعة صغيرة غير ذات اهمية . وأنا لا استهين هنا باقليات اخرى شملتها رحمة المجرمين هؤلاء مثلنا.
هل نحن ضحية استراتيجية جديدة  لاتقيم شأنا لكل تراثنا وتأريخنا وقيمنا ومبادئنا ، لان الاهداف المنشودة حاليا هي فوق هذه الاعتبارات التي نشأنا عليها واكتسبنا فيها هويتنا ، وستبقى بالنسبة لنا اساسية لانها سبب وجودنا ؟
لماذا أمّنوا لنا الحماية في البداية ، وعند هروبنا الاول طمأنونا بالرجوع وعززوا الحماية مؤكدين لنا باننا اصبحنا ضمن حدود كردستان ، ممّا دعا البعض من اليوم الاول بالجلوس لتعلم اللغة الكردية ؟!!  وبعد هذا وعلى حين غرة  ودون سابق انذار تمّ ابلاغ المسؤول الروحي بان الحماية لم تعد ممكنة ، اتقذوا ارواحكم . هل تغيرت الخطة ، وانتهى مفعول تعهداتنا قصيرة الامد ؟
كنّا اسياد نفسنا في مدننا وقرانا ، ومن حياة العزّ التي اعتدنا عليها ، تحولنا الى شبه شحاذين . احيانا لا نجد غير الرصيف مأوى . لقد امتلأت الكنائس والمدارس والقاعات ولم يعد هناك بيوت . هناك مائة الف شخض تكدسوا على مدن كانت تأوي اصلا فوق طاقاتها . نحن شباب واطفال ونساء وشيوخ ومقعدين ومرضى يحتاجون كلهم الى الطعام والشراب والملبس والعلاج والحاجات الطبيعية . هل سيمدّ الصيف من اشهره لهذه السنة ويتخلى الشتاء عن موسمه ؟ اين سنذهب ؟ وهل  ستبقى المنطقة هادئة ولا تستيقظ فيها بعض العقول الاسنة في تحركات مماثلة ؟!!  ومن جهة اخرى حتى لو استعيدت قرانا ، هل سيكون بمقدورنا العودة بعد ان تركناها مرتين ، ومن سيضمن لنا الأمان في وجه قوة انطلقت بشراسة ،  قوة وحشية تعمدت الدول الكبرى بعدم التحدث عنها ، وعدم توجيه اي لوم لها ، لانها الان في صدد تنفيذ استراتيجيات ومحاور اخرى لا تتأثر ابدا بما يعبث به هؤلاء ضد اقليات صغيرة مثلنا ، اقليات لم يعد لها قيمتها السابقة لانها لاتخدم المخططات .
سأتوقف هنا لكي لا اتدخل في السياسة !!  انه موضوع الساعة   وانا لم افعل غير تكرار ما يتحدث فيه الناس كل يوم . لم افعل غير التشكي والحيرة . لا املك اقتراحا او حلا ،  لان الفضيحة التي نتعرض لها امست كبيرة وسنسجلها نحن في تاريخنا باحرف كبيرة جدا . أملي ان يهتدي اصحاب القرار الى بعض الحلول انطلاقا من شكواي وشكاوى غيري .