يوم ..بيوم / الشر العظيم - قصة يوسف الصديق

بدء بواسطة الاكليريكي بشار الشمني, يناير 30, 2011, 07:22:02 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الاكليريكي بشار الشمني




الشر العظيم – قصة يوسف الصديق
عن مركز التربية الدينية البطريركي


فأَبى وقال لامرأة سيده: هوذا سيدي... ولم يمسك عني شيئًا غيركِ، لأنكِ امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ (تك 39: 8 -9)

إن الشركة العميقة التي كانت ليوسف مع الرب، أهلَّته لأن يرى الأمور بنظرة صحيحة وواضحة. «فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟». وفي هذا الردّ الرائع نرى على الأقل ثلاثة أمور:

أولاً: «الشر العظيم».
وهذه تسمية للأمور بمسمياتها. وكم نحن في أشد الاحتياج إلى هذا الأمر في أيامنا الحاضرة حيث التسيب والانحلال تحت مُسميات لطيفة أو مُخففة مثل "صداقات بريئة"، "علاقات خفيفة"، "زمالة لطيفة"، "تجربة للدنيا"! وهذا بالطبع أول الطريق نحو السقوط المُريع: أن لا تُسمي الشر بمسماه الحقيقي؛ «الشر العظيم». إن مَن يزني يخطئ إلى جسده هو كما يعلمنا الكتاب (1كو 6: 18).

ثانيًا: خيانة الأمانة.
إن تعبير «الشر العظيم» لم يكن فقط مرتبطاً في ذهن يوسف النقي ببشاعة خطية الزنى، لكنه ـ كما نفهم من كلامه والقرينة ـ مرتبط بتفكيره في سيده «فوطيفار» الذي دفع إليه كل ما في بيته إلا امرأته طبعاً. وإن سار وراء هذه المرأة، فهذه خيانة للأمانة. ونستطيع أن نقول إن أي طرفين يدخلان في أي نوع من هذه العلاقات، حتى ولو في أبسط وأخف الدرجات، يرتكبون خطية "الخيانة للأمانة". فلكل رجل امرأته المُعيَّنة، ولكل امرأة رجلها المُعيَّن لها من قِبَل الرب، وتبادل العلاقات الخاصة بعيدًا عن هذا الإطار هو خيانة لطرف غائب في كل الأحوال؛ هو المُعيَّن أو المُعيَّنة من الرب شريكًا للحياة.

ثالثًا: «وأخطئ إلى الله».
وقد ذكرها يوسف في آخر عبارته، ليس لأن الله يأتي في آخر حِسبته، فالعكس هو الصحيح، لكنه أدرك أنه أمام امرأة وثنية لا تعرف الله الحي الحقيقي «القدوس». وترتبط عبادتها بممارسات دنسة كما هو معروف وشائع في مصر الفرعونية في ذلك الوقت... ومن المهم أن نتذكر معًا أن كل خطية هي أولاً، وفي الأساس موجهة ضد الله القدوس. كتب داود بعد أن سقط مُخاطبًا الرب: «إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت» (مز 51: 4). إن إدراكنا العميق لهذا الحق الواضح أننا عندما نخطئ فإننا نخطئ إلى الله، يجعلنا نفكر قبل أن نتهور بدل المرة ألفًا، وكيف نجرح قلب الآب المُحب، والابن الذي صُلب من أجل خطايانا؟ وروح الله القدوس كيف نحزنه وهو مصدر أفراحنا وقوتنا؟ و«نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟».





matoka

(((  فأَبى وقال لامرأة سيده: هوذا سيدي... ولم يمسك عني شيئًا غيركِ، لأنكِ امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟  )))
حقا انه بار و صديق
عاشت ايدك اخ بشار
Matty AL Mache

الاكليريكي بشار الشمني



لاحظ أخي  العزيز متوكا ..

ان يوسف في الاقتباس الذي استخدمته انت يحسب ان خيانة سيده فوطيفار مع زوجته قد حسبه مساوٍ لخيانة الله... " هوذا سيدي... ولم يمسك عني شيئًا غيركِ، لأنكِ امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟  " انتبه الى طرفي المعادلة (ان صح  التعبير) التي عملها يوسف الصديق بين خيانة زوجة سيده وبين خيانة الله = اخطئ الى الله .
وشكرا لمرورك الكريم.