خيبات التحرير والوضع السياسي المتازم يضع مسيحيي نينوى على فوهة بركان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 20, 2017, 09:51:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

خيبات التحرير والوضع السياسي المتازم يضع مسيحيي نينوى على فوهة بركان   

 
         
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم-خاص
مابين الخيارات الصعبة والمستحيلة التي وضعها تنظيم الدولة الاسلامية امام مسيحيي الموصل حينما اصدر بيانه السيء الصيت في  السابع عشر من تموز (يوليو)عام 2014 حيث حدد من خلالها سبل عيش هذا المكون في المدينة  التي سيطر عليها قبل نحو شهر منذ ذلك التاريخ وابرزها دفعه للجزية  او اعتناقه لدين الاسلام وفي حالة رفضه لتلك الخيارات فان المسيحيين سيكونون بمواجهة  حد السيف مما حدا بمئات المسيحيين لترك منازلهم وممتلكاتهم واختيار الخيار الاقسى بالنزوح ومغادرة الموصل تماما  فضلا عن تمدد هذا التنظيم الى مناطق اخرى ذات اغلبية مسيحية اضطرت ايضا للمغادرة  فاصبحت بمواجهة ازمة الازمات باقتلاعها من جذورها الاصيلة طيلة  ثلاثة اعوام مضت حتى فكرت الحكومة العراقية للبدء بجولة من المعارك لاستعادة تلك المناطق قبل ان تحيلها تلك الجماعات الارهابية او من جراء العمليات العسكرية التي جرت الى ركام وحطام تستحيل ازائه عودة الكثير من العوائل ممن بقت مرغمة في مناطق استقرارها المؤقت في مناطق اقليم كردستان بغض النظر عن  اعداد كبيرة اخرى اختارت حسم امرها بمغادرة البلد نهائيا لاقتناعها بان مسالة حمايتها من المخاطر والازمات والحروب بات امرا شبه مستحيل من جانب حكومتها في اذكاء لسيناريو ما جرى سواء قبل عام 2014  اوخلال صيفه الساخن بالتحديد ..
ضيافة (مدفوعة الثمن )
وفيما توالت الاعوام الثلاثة التي شكلت فترة النزوح لاغلب مسيحيي نينوى في مناطق دهوك واربيل وغيرها  فان تلك الفترة لم تكن بمثابة محطة استقرار يمكن من خلالها ان  يسقط المسيحيون ما جرى لهم بسهولة  فان عيشهم وطاة الاستقرار بمجتمعات غير مناسبة للسكن كالكرفانات او في  مناطق غير متجانسة مع ما كان يعيشونه في مناطقهم فضلا عن تباين بنية المجتمعات المستضيفة  عن مجتمعاتهم السابقة  سواء في  المحاور التربوية او الاقتصادية او التجارية حتى حاول البعض منهم او الاغلبية للتكيف مع  اوضاعهم الجديدة فاسهموا في السنة التالية لمحنة النزوح او ما بعدها لاختيار سبل عيش تقارب مع ما كانوا يعيشونه او البحث عن بدائل  تحت وطاة ضغوطات معيشية ابرزها اضطرار الاغلبية لدفع بدلات الايجار نتيجة استقرارهم بمنازل او شقق تجاوزت كلف بعضها حاجز الـ500 دولار او مايزيد في ظل ازمات تاخر دفع الحكومة لرواتب الموظفين او غياب فرص العمل ومالى غيرها من الامور التي جرت لتحيل المواطن النازح رغم بقائه في وطنه عرضة لشتى الهواجس والارهاصات الفكرية مما حدا البعض ليكون عرضة لشتى الامراض الناجمة من التفكير والقلق ..
خيبة (التحرير )
وما ان يزغت شمس التحرير في نهايات العام الثالث لمحنة النزوح حتى اصطدم النازحون بالصراعات السياسية  التي انتجتها تلك العمليات العسكرية  بالاضافة الى ان  المناطق التي اشرقت عليها تلك الشمس ما لبثت ان غابت بعد تعرض المئات من منازل تلك المناطق لعمليات التخريب والعبث والحرق والسلب والنهب فاصيب اصحابها بخيبات اخرى اضيفت لمحن النزوح مما دعاه للتمسك بمستقره البديل رغم وطاته دون التفكير بالعودة التي ايضا واجهت تحديات ابرزها ما انبتته يد الخراب فيها ويضاف اليها الاهمال المتعمد من قبل الحكومة في لعب دورها الرئيسي بتشجيع النازحين للعودة من خلال الاضطلاع بتمتين البنى التحتية وتوفير الخدمات لتلك المناطق وتحسين احوالهم المعيشية دون ان يهموا بالعودة لاجل العودة فقط واستئناف حياة اشد قسوة بالمقارنة مع ما كانوا يعيشونه قبل اب (اغسطس ) من عام 2014 وهومحدد بفترة نزوحهم عن تلك المناطق ..فيما تعرضت منازل المسيحيين بمدينة الموصل للسلب والنهب الكامل فهي لم تسلم من العبث حتى ما بعد التحرير فكانت القوات الامنية  تدعو العوائل النازحة من مناطق العمليات لاستثمار منازل المسيحيين القارغة تماما والمنهوبة اصلا  لتكون بديلا لمستقرات تلك العوائل فاصبحت تلك المنازل مستقرات في بعض الاحيان لخمس عوائل او ما يزيد فازداد هوان تلك المنازل واضحت كفنادق ومحطات استراحة بالاضافة لاستقرار قوات اخرى كقوات حرس نينوى والحشد العشائري او الشرطة المحلية لمتازل اخرى لتعويض دمار بعض المقرات الحكومية فتحولت بالتالي المنازل الخاصة بالمسيحيين الى مقرات حكومية يستقر فيها اليوم عشرات المنتسبين بينما اصحاب تلك المنازل يعيشون محنة النزوح باقسى صورها وخيباتها ..اما في ظل الوضع السياسي الحالي الذي تازم بين اقليم كردستان والحكومة المركزية فان ازمة (القلق ) باتت المفردة المناسبة لكل اوضاع المسيحيين ممن بقوا مرغمين في مدن الاقليم نظرا لتخوفهم من  انهيار الاوضاع وتازمها مما يشكل فرصة لاختيار ملاذ اخر يقارب الى ما عاشوه من استقرار نسبي في خضم الاعوام الماضية دون ان يعكر صفو تلك السنوات الا ازمات اقتصادية يسيرة كان فيها المواطن النازح  يدفع صحته ونفسيته المتازمة ثمنها فلا الموصل باتت المدينة  التي تركها اهلها المسيحيون مناسبة مجددا لعيشهم واستئناف حياتهم فيها نظرا لتعشش الفكر الداعش في مخيلة الاغلبية من اهلها وقصور الثقافة المطلوبة في استخدامها كاداة تعاملبين مكونات هذه المدينة  فيما اصبحت مناطق سهل نينوى حتى بعد التحرير حبيسة الهواجس ومسكونة ببقائها مدينة للاشباح رغم عودة العشرات من العوائل ومحاولة اعادة عقارب ساعتها لنبض يقارب الحياة دون جدوى بينما السبب معروف للجميع ..