مختصر تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ج2 (الكنيسة الكلدانية)

بدء بواسطة موفق نيسكو, يناير 24, 2014, 08:15:50 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.


عمانوئيل



الأخ موفق المحترم،
كتاباتك موثقة وغير منحازة لأحد، وهذا ما يعجبني فيك. الحقيقة ولو طمرت تحت الارض لقرون بين الأشواك والأدغال، ستنبت بعد هطول او مطر وتخرج للعالم كله بقوة متحدية كل ماكان فوقها. لان الحقيقة لايمكن ان تكون سوى الحقيقة. ما يؤسفني فعلا هي تلك الانشقاقات التى حدثت للكنيسة في الماضي، ولحد هذا اليوم لاتزال مستمرة.
اما بخصوص ردي سيدي الكريم،  وباختصار. أنا احترم كل إنسان لإنسانيته، وليس لعرقه؛ او دينه؛ او لونه، وردي ادناه لمقالك أعلاه، ليس معناه انني أفضل من غيري او اقصد جرح احد. وشكرا

هرطقات، اختلافات، مهاترات؛ ثم انقسامات، وماذا جنينا من كل هذا!؟
كانت كنيسة المسيح سفينة؛ يقودها ربان،
وعلى مر الزمان،
ومن ربان الى ربان،
تتلاعب بها أمواج البحار وتتلاطم فيها أعاصير المحيطات والخلجان،
اصبح لها اكثر من ربان،
واصبح لكل واحد منهم اكثر من سفينتان.
يجمع بهم شعب المسيح كغنائم، لا بل كخرفان.
علينا يتقاتلان!
يا ترى من منهم على حق؟
أهو هذا، ام ذاك، ام كِلا الاثنان
اصبح الانسان المؤمن .. مشتت بلا أمان،
يحاصره الخوف والأحزان...
من كل مكان،
في هذا البنيان،
ان من في هذه السفينة ينظر الى تلك،!
ومن بتلك السفينة ينظر الى سفينة اخرى.
نبحث عن المسيح، لعلنا نجده هنا او هناك.
هل الماسك بدفة السفينة  أهو: ربان، ام قرصان!؟
وهل هو يقودنا حتى الان!؟

.........

كنيسة المسيح ليست ملكا لهذا البطرك؛ او هذا الراهب؛ او ذاك المطران.
ليست ملكا لعائلة فلان، او حصرا على علان،
ولاتعيل ابن أخيه، الملحد السكران،
ولا هي بنك لابن اخته العطلان ،
كفاهم من هذا الهيجان...
قد قسموا المسيح (له المجد) الى اجزاء...؛ بل الى ألوان
قد تناسوا ما نذروا به أنفسهم، وكان لهم أجمل عنوان،
للزهد، وللنسك نذروا أنفسهم، وان شهوات الدنيا، ذل و هوان.
وحين مسكوا عصا الرعوية، كلهم اختلفوا ولم يتفقوا على شيئان،
السلطة الدينية أضحت ديدنهم، والحلي الكهنوتية زينتهم، والمال حدث ولا حرج...
وكأن المال ليس أصل كل الشرور، وله أطلقوا العنان..
ومن على ظهورهم ألقوا الصلبان،
وعلقوها على الصدور.
صلبان ياليتها من خشب؛
لكنها أضحت من ذهب ومرجان!
اختلفوا، كما اختلفوا الصحابة والعلماء في الاسلام.
لم نعد نعلم، أين هو الحق، وأين الإيمان.
هل هو بيد من احل لنفسه العصمة؛
ام من يقول انه عامود الدين و مستقيم الإيمان؛
ام الذي خرج علينا في القرن السادس عشر، مفسرا، وكأنه يقرأ الفنجان،
ام الذين كانوا للهيكل فرسان،
ام من!!!؟؟
انشقت الكنيسة...
اني أتسأل...!؟ هل هناك أيات في الإنجيل قالها المسيح محذرا من الانشقاق والانقسام!؟ 
قولوا لي يا رجال الله!
يامن اوكلكم المسيح على رعيته واوصاكم بان نصان .
هل سنصبح في خبر كان،
ام في طي النسيان
بعدما ما كانت الكنائس لنا كالاوطان.

.............

نحن شرقيون، وبهذا نفتخر..
لم تغرب عنا الشمس حتى تشرق، ومعها حضارة جديدة.
العلم والفلسفة عندنا كانتا مترابطتان.
ومن الشرق أيضاً انفجرت بشارة الخلاص والإعلان،
عن المسيح ملك الأكوان،
الى أصقاع الدنيا حتى القطبان.
نحن الأصل،
نحن الجذور، كيف نقبل ان نكون فرع او اغصان.
رضينا بنسطور معتقد،
ولاوروبا، وللكاثوليك اتباعا،
وكأن أجدادنا لم تضطهد من الجاحد يوليان،
او لم ينفوا من الإمبراطور مرقيان،
والاكثر من ذلك، وفي مخيلة وأوهام الكلدان،
انهم قومية، ونبوخذنصر ملك بابل... لهم سلطان!
وماذا نقول عن اشورستان!؟
لصاحب الجلالة، الملك، والوزير، والمرزبان
والسريان وما ادراك ما السريان
عجبي من شعب واحد قبل على نفسه كل هذا الانقسام.
له وبيده كِلا الأمران!
الامر بهذه، والنهي عن تلك، اذاً،
لماذا هذا الانقسام!؟
سؤال حيرني كثيراً لا يختلف فيه عاقلان،
لماذا نتبع من شقوا كنائسنا أوصال، وأضعفوا امتنا قسرا، وقتلوا اجدادنا؟ ولهم منا كل الامتنان.
ارجو ان نتعظ من هذا الامتحان!

........

وبعد كل هذا خرج علينا بعد قرون، البروتستانت...
الانقسامات والطوائف فيهم، لا تعد، ولا تحصى، وشتان ما بينهما، وألف شتان 
وكعادتهم لا يحترمون معتقد احد، لا هذا، ولا ذاك،....
محتجين على كل شئ؛ ولهم فقط قولان:
اما هذا، او العصيان!
شعبنا المسكين اصبح في التوهان،
وبسبب ضعفنا وانقسامنا اجتاحونا كالطوفان.
عين تنظر وعين تبكي.
ودموعنا على الخدين، وتملأ الأجفان.
متى كانت الدموع حل لمشكلة ما!؟
قد تكون وسيلة للتخفيف عن الآلام المكبوتة؛
ام هي أضحت ادمان!؟
وعند الشكوى، كانت علة الزعلان،
انهم ذئاب خاطفة، آتية بثياب الحملان،
هل اصبح ثمننا ابخس الأثمان!؟
وتتوالى الانشقاقات،
الانشقاق تلو الانشاق، اكثر من انشقاقان،
وحجتهم هي،! عزل الحنطة عن الزؤان
انشق البنيان...
للأسف انشق البنيان..
وضعف الجسد،
اصبح كجثة هامدة، مشحوبة بكل الألوان،
هذا الذئب؛ أو ذاك ينظرون الى الفريسة بامعان،
وهي ضعيفة...
لاتقوى على فعل شئ، او تحمي نفسها من الذئاب المرتبصة لالتهامها،
كما تُلتهم الحملان،
مصطحبة بقهقهات الشيطان.

............

اليس بالانقسام يسقط كل شئ، حتى لو كانت مملكة الشيطان؟
ورغم كل هذا، يبقى الأمل؛
لأننا للمسيح، نحن حملان.
شعب الله، له في السماء راعي واحد وليس اثنان.
وفي الارض، يريد كنيسة واحدة و راعي واحد وليس مائتان.
أليس هذا ما اوصاكم به, الرب العادل الديان.
من له أذان للسمع فليسمع، وإلا فهناك يكون صرير الأسنان.
هلم نعود الى الـكنيسة الاولى، تكون كسابق عهدها، عندا بالشيطان.
حتى يأتي اليوم الذي نلتقي فيه بكوكب الصبح المنير، على السحاب...وننظره بالعيان...

امين



موفق نيسكو

الاخ العزيز عمانويل المحترم
شكرا جزيلاً لتعليقك ولهذه القصيدة الرائعة التي اعجبتني كثيراً والتي تعبر عن الكثير من الافكار التي تفوق ما كتبت انا من تاريخ، واتمنى ان يقتنع الكل بالافكار التي وردت في قصيدتك الجميلة.
بارك الله فيك والله يقويك وشكراً
اخوك موفق نيسكو

عمانوئيل





شكرًا جزيلاً اخي العزيز موفق على دماثة خلقك وردك الكريم، وايضاً لمدحك القصيدة، مع اني قد لا اعتبرها قصيدة؛ وإنما هي بعض الخواطر اعبر بها عن مشاعري، لا اكثر. أود ان أشاركك في قصة قرأتها على النت، حيث ان فحواها ومعناها تشبه قصتنا كثيرا، والقصة هي كالتالي:

دخلت فراشة الى دار رجل، فأراد أن يتخلص منها. هداه عقله الى مطرقه ضخمه، وراح يطارد بها الفراشة بقسوة ورعونه، فجرح زوجته، وأولاده، وخرب المنزل. ظلت الفراشة سليمة ترفرف وتطير في المنزل وفي كل مكان! لن ألوم صاحب الدار على فعلته، ولكن اللوم كل اللوم ...على الاخر الذي يصدق أن الفراشة، هي من دمرت المنزل... انتهت القصة

شكرًا جزيلاً مرة ثانية ولك مني النجاح والموفقية في كتاباتك، لعلها تأتي ايام ويأخذ بها وتكون جزأ من الحل.

تحياتي












موفق نيسكو


الاخ العزيز عمانؤيل المحترم
اهديك هذه الابيات وارجو قبولها
شكرا لقصيدتك وليقبل الرب دعائك الآن وكل آوان
ويرجع هذا الشعب واحداً كما كان في سالف الزمان
فقد خرج من هذا الشعب مُبشِّراً بالمسيح شخصان
هما الرسولان بولس وبطرس كيفا صخرة الإيمان
استطاعا أن يُهديا إلى دين المسيح روما واليونان
فكان هذا الشعب شجرةً واليوم صار أحد الأغصان
كان حديقةً تزوّد الآخرين بورد النرجس والريحان
وصلت أبرشياته إلى الهند والصين واليمن وعُمَان
واليوم صار يتبع أبرشية سدني ولندن وسان خوان
وصاروا مشردين في الأرض بلا أخٍ وعمٍ أو خلان
يبكون على بابل وآشور وأروميا قرب بحيرة وان
يتغنون بأمجاد الماضي طرباً قائلين كان يا ما كان
مُخترعين نظريات وآراء ما انزل الله بها من سلطان
يفقهون بالفلسفة واللاهوت والطب وحجر المرجان
يقرؤون السين صاداً يرفعون الحال وظرف المكان
يستهزؤن بالآخرين كأولاد يعرب وقحطان وعدنان
ثم يختلفون بينهم كما اختلف أصحابُ علي وعثمان
وكل اثنين منهما يُريدان إقامة ثلاث دول لا دولتان
واحدة في مواقع التواصل والثانية في ولاية ميشكان
والثالثة في ذهنهم وأحلامهم ليس لها وطن وعنوان
أخي عمانؤيل ذَكرتَ الكلدان والآشوريين والسريان
ونسيتَ رابعاً قد جاء آخر الأمر ولم يكن في الحسبان
فقد أتى يهرول مسرعاً ماسكاً بيده عصا الصولجان
قائلاً أنا هو الملك الحقيقي وشيخ الديرة وكل الأعيان
أنا أبوكم آرام بن سام مُخترع لغتكم وأنا ملك الأوثان
أعطوني قيادة السفينة بدل هؤلاء الصغار الصبيان
ونحن بانتظار الخامس لعله يأتي حاملاً خاتم سليمان
ليحل لنا هذه الورطة التي لا يستطيع أن يحلها لقمان
شكراً لك يا أخ عمانؤيل ولك مني كل الحب والامتنان
إن كان نثري في هذا المقال تاريخياً قد كتبتهُ بإمعان
فإن شعرك لعمري قد خاطب القلب والروح والوجدان
واطلب من الرب أن يجتمع باسمة الجميع وليس اثنان

اخوك
موفق نيسكو

عمانوئيل



سيدي الفاضل، قرأت رسالتك مشكورا ومباشرتا أرسلت لك ردي على الخاص منذ اكثر من أربعة ساعات مضت. تأكد من البريد الوارد وشكرا