الإلحاد في زمن العولمة الجزء الثاني-/ لويس إقليمس

بدء بواسطة matoka, يناير 23, 2016, 12:26:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

الإلحاد في زمن العولمة
" الجزء الثاني "





برطلي . نت / بريد الموقع
لويس إقليمس

ديانات بدائية (غير إلحادية)
لستُ هنا بصدد التعرّض لتاريخ الديانات القديمة، بقدر ما يهمّني تصفّح أهمية الدين والمعتقد في حياة الإنسان وتسليمه الذات للإله الذي يعتقد بوجوده وبقدرته على التأثير في حياته ما عاش على أديم البشرية.
لقد عرف التاريخ ديانات مهمة: قسمٌ منها ما يزال قائمًا، كالشامانية والبوذية والهندوسية والبراهمانية والتانترية وأخرى غيرها، وجلُّها لا تؤمن بوجود الله، خالقٍ للكون، ولكنها غير إلحادية، بمعنى إنكارها لوجود الله الخالق، والسبب ببساطة، لأنها لم تعرفه. والملاحَظ، أنَّ أتباع هذه الديانات التي لم تعرف إلها واحدًا مسؤولاً عن طبيعة الخليقة والكون، يتسمون مثل أتباع الديانات التوحيدية أيضًا، بثقافة روحانية عميقة، ما تزالُ مزاولة في حياتهم الممتدة منذ النشأة لغاية اليوم، على الرغم من عدم إرتقاء هذه الديانات إلى فهمٍ إيمانيّ عميق. ولكنّها تبقى ديانات كبيرة ولها أهميتُها في حياة البشرية، لأنها تتعامل مع الشأن المقدّس الذي من سماته الأساسية الوجود والإنخطاف وإمكانية القيام بالرحلات الروحية إلى جميع المناطق الكونية والقيام بأعمال خارقة ترقى إلى الأعجوبة أحيانًا. لمْ تعرف حقيقة الخالق أو بالأحرى لم تصل إلى تلك المعرفة، ولكنّها بحدّ ذاتها، تُعدّ تجربة روحية، لا تقلّ عن روحية التصوّف التي عرفتها ديانات توحيدية معاصرة، ملمّة بأسرار الحياة والخلود وما بينهما، من إرتقاء روحي ومن رحلات ممكنة بالصعود إلى السماء والطواف في الأجواء وبين الموتى، وهي دلالةٌ رمزية بمعرفة أسرار الحياة والطبيعة وبسرّ الخلود الذي يأخذ حيّزًا واسعًا في الممارسات العديدة في الحياة اليومية لأتباعها، على الرغم من غرابة بعضها.
من الملاحظ أن بعضًا من الممارسات المعتقدية، لاسيّما الروحانية منها، تشترك فيها اليوم ديانات توحيدية مهمّة، ولكن بطريقة أكثر عمقًا وتطوّرًا، من حيث سعيُها للبحث أو العودة إلى الفردوس المفقود. ولعلّ ميزة النار، هي الأكثر قربًا للتشبيه بين هذه الديانات، قديمها وحديثها، من حيث المفعول التطهيري لهذا الأخير في المفهوم التصوّفي. في ضوء هذه الديانات جميعًا، يترتب"على الراغب بدخول الفردوس أن يجتاز مثلاً، سورًا من نارٍ تحيط به، للدلالة على وجود حدّ بين الفردوس والجحيم. فـ "النار تطهّر الخطايا وتمحو الذنوب"، كما يقول القديس توما الأكويني. وهو ذات المفهوم الذي تعتقد به الشامانية والهندوسية والبوذية وأخرى غيرُها، اليوم أيضًا. فانصراف الإنسان إلى التأمل وحياة النسك والتقشّف القاسية، بهدف بلوغ قدرات خارقة والإتيان بعجائب، ظاهرةٌ أيضًا في حياة النساك والقديسين والمتصوفة في المسيحية والإسلام. وهي لا تختلف من حيث الرغبة الشديدة للمزيد في التقدّم نحو الله خالقه، أي نحو السماء التي يرنو إليها ويسعى لبلوغها، كما فعلها القديس سمعان العامودي، بنصبه عامودًا من دعامات كثيرة يتيح له التحدّث عن قرب مع ربّه. فالمبدأ، هو هو ذاتُه، على الرغم من الإختلاف في الإله المقصود عبادتُه.
كما أن المصريين القدامى و اليونانيين والرومان والإغريق كانت لهم آلهتُهم وأنصاف الآلهة ومن الأبطال والملوك وأزواجهم وأبنائهم وبناتهم. كانت لهم آلهة متعددة ومتنافرة في الحياة العامة والخاصة: آلهة للحب والجمال، للحرب والنصر، للزواج والخصوبة، للشعر والموسيقى، للحكمة والصيد، كما كانت لهم آلهة للبحر والخمر والزواج وللسفر والنار وغيرُها كثيرةٌ. وهذه كانت تتصاهر مع بعضها البعض وتتناسل محتفظة بمزاياها وسط الشعب. لم تكن شعوب هذه الأمم الوثنية حينها تعرف عبادة الإله الواحد، ذلك الإله المجهول، الذي بشّرهم به مار بولس الرسول حينما قدمَ إليهم ببشارة جديدة، بإلهٍ قديمٍ جديد!. فقد أوضحَ لهم أن ذلك الإله المجهول الذي يعبدونه عبر تعدّد آلهتهم، هو الله الحيّ الذي يبشّرهم به إياه، وهو الذي أقام المسيح من بين الأموات. وها هُم أتباعُهم الجدد يحاولون في السنين الأخيرة، النهوض ثانية بهذه الديانات وإحياء طقوس قديمة تمتُّ إلى العهد الوثنيّ الشبيه بطقوس البوذية القائمة حاليًا، من حيث تقديم الأضاحي التقليدية على مذبح وإشعال النار، تمامًا كما كان يفعل الإغريق في قديم الزمان. إنها أشبه برحلة العودة إلى الوراء، إلى الوثنية، إلى نكران وجود الله، إلى الإلحاد، في خضمّ دوّامة العولمة التي تسعى لتغيير وجه العالم وفتح قنوات لا أدرية أقربَ ما تكون إلى الإلحاد منه إلى الإيمان!

أوربا بين الإيمان والتفكّك العقائدي
تتعرّض أوربا اليوم، إلى إنهيارٍ إيمانيّ، طُبعها قرونا وسنين طويلة منذ دخول المسيحية إليها في بدايات القرن الأول الميلادي بواسطة الرسل الأوائل، ومنهم بالأخصّ الرسولان بطرس وبولس اللذان نالا الشهادة في روما، بسبب اضطهاد قياصرتها لمقدَمِ المسيحية. أمّا الإنطلاقة الكبرى، فكانت على يد الإمبراطور قسطنطين، إبن الملكة هيلانة، الذي إعتنق المسيحية بدافعٍ من والدته، فزاد من إكرام الصليب الذي عثر عليه جنودُه بإشرافٍ من والدته الملكة التي رافقتهم إلى أورشليم/ القدس في رحلة شاقة للبحث عنه. وكان إشعال النار من بعيد علامةً على نصر جيوشه. هكذا إنتشرت المسيحية إلى دول أوربية أخرى. وتأتي فرنسا في مقدّمة أهمية أوربا، حيث حافظت على الأمانة والوديعة طيلة السنوات المنصرمة، ما أهّلها أن تلقّبَ بالإبنة البكر للكنيسة الكاثوليكية.
مهما يكن من أمرٍ، كانت أوربا وما تزال في نظر الكثيرين، معقلاً للمسيحية وحاميةً لها، على الرغم من الهزّات والتغييرات التي تأثرت بها داخليًا وخارجيًا. فقد سادت الكنيسةُ شؤونَ الحياة السياسية وأصبحت هدفًا للطعن بمصداقيتها بسبب ما أحاط بها من منغصات وقضايا فساد، كان رجالُها والنبلاء والإقطاع فرسانَها، ما اقتضى الإصلاح في فتراتٍ عديدة من تاريخها في عهد ما عُرف بعصر النهضة والتغيير في بدايات القرن السادس عشر. وتطورت الأوضاع فيما بعد، حتى قدوم عصر التنوير والتحديث الذي كفلته الثورة الفرنسية وما تلاها من أحداثٍ درامية تطلّبت تغييرات في بنية الكنيسة وتوجهاتها نحو نظامٍ مؤسساتيّ أكثر نضجًا وتفاعلاً مع المجتمع والإيمان.
لقد نمت المسيحية فيها وزاد معتنقوها يومًا بعد آخر، وظلّت على هذه الحال حتى العقود الأخيرة من القرن الماضي. واليوم، بحسب إحصاءات أولية، يكاد يشكل المسيحيون فيها أكثر من 70% من مجموع سكان أوربا. ولكن هذه النسبة، مهما تعاظمت، فانها لا تعني قوّة إيمانية بما تعنيه الكلمة. ذلك أن الأوربيين قد تراجعت ذروتُهم الإيمانية وتقهقرت ممارساتُهم، لاسيّما في زمن العولمة وما أتت به الفلسفات الإلحادية المادية والديالكتيكية والّلاأدرية المتعددة التي تسيّدت عقولَ الشباب والطبقة المثقفة، فابتعدوا عن الدّين، بل إنهم كادوا ينسون أنّ لهم إلهًا وربًّا في السماء! وهذا ما حدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتوجيه توبيخ شديد اللهجة إلى الغرب المارد إيمانيًا، منتقدًا إياه وبصورةٍ أخصّ الولايات المتحدة، لاتهامهم بـ "إنتهاج طريق الإلحاد ومعاداة الدين وترك الله جانبًا"، بسبب تصرفات هوجاء لا تمتّ للأخلاق والآداب العامة بصلة، بحجة العلمنة وحرّية التعبير وما يسايرُها من مصطلحات تنتهك القيم البشرية السويّة وخليقة الله الحسنة.
لقد سادت الشيوعيةُ بلادَ ما كان يُعرف سابقًا بالاتحاد السوفيتي طيلة أكثر من سبعة عقود مضنية من القهر والكذب والاستباحة لحرية الفرد والمجتمع عبر نظامٍ شموليّ إعتبر "الدينَ افيونَ الشعوب". فقد تمكن كارل ماركس، بذكائه ودهائه من الإستفادة من الميثولوجيات الوثنية القديمة، في محاولة لضرب الميثولوجيا المسيحية و"العودة لإحياء ميثولوجيا العرق الجرماني المتسم بالوثنية التي فيها دعوة إلى الإنتحار الجماعي"، كما يقول العالم ميرسيا إلياد في كتابه عن "الأساطير والأحلام والأسرار". ما يعني أن نهاية العالم ستكون بكارثة، وبتعرّض العالم إلى فوضى لحين إنبعاث عالم جديد يعود للبشر بحياة جديدة. وهذا بحسب بعض قدماء الجرمان، يعود لعلمهم وإيمانهم بوجود دورات كونية. لكنّ هذا النظام الشموليّ، لم يستطع التواصل، فحصل ما حصل من كوارث بشرية بسببه، ثمّ ما لبث أن تفتت عضدُه بفعل الدّين الذي حاربّه وأنكرَ فعّاليتَه، وبالتحديد بسبب قوّة المسيحية وتأثيرها العجائبي وصحوتها الإيمانية، على يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي كان له الدور الأكبر في إزالة ظلم الشيوعية وقهرها للشعوب. فعادت تلك الأراضي المترامية إلى حظيرة الإيمان بصحوة حقيقية، كان لها حضورُها على صعيد تغيير العالم، والتصدي للسياسة المتفردة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن رضخَ بالالتفاف حولها والسير في ركابها من الدول الغربية، بعد أن أهملت سبيل الإيمان بالله جانبًا، وشجّعت على نسيانه وسيادة المادة على أيّ شيء اسمُه الدّين والله والصلاة.

يتبع-





Matty AL Mache

متي اسو

مرة اخرى يقول لنا الاخ الكاتب ان الالحاد قد ازداد بفعل العولمة ، ولم يشرح لنا كيف .
هناك بعض الملاحظات على ما ذكره الكاتب تحت عنوان "  أوربا بين الإيمان والتفكّك العقائدي " ،  الذي  اريد ان اقوله هو ان الزمن يتغيير ، وبتغيره تتغير الكثير من المواقف والاراء :
•   ان معظم الذين كانوا يقومون بحملة تشهير ضد الماركسية بسبب " الحادها " ، هم انفسهم الذين يقومون بـ " الترويج للالحاد " في الغرب الان ، وهذا ما يفعله الكثير من الليبراليين منذ عقود في اوربا وامريكا الشمالية ... في حين ان الشيوعيين السابقين امثال الرئيس بوتين يعلن عن ايمانه بقوة ويلوم الغرب لسيرهم في طريق الألحاد .
•   ان القول من ان : " قوّة المسيحية وتأثيرها العجائبي وصحوتها الإيمانية، على يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي كان له الدور الأكبر في إزالة ظلم الشيوعية " قول فيه الكثير من المبالغة ، ببساطة لأن معظم شعب الاتحاد السوفييتي ارثوذوكسي  .. ربما كان تأثير البابا محدودا في بولندا ، كما كان عليه ان يقود حملته الايمانية في اوربا التي يعيش بها وهو يراها تبتعد عن مسيحيتها .
•   ان المحافظين والمتدينين في الغرب كانوا في السابق يُحسبون على خانة " الرجعية  " بسسبب مواقفهم التي كانت تتطابق مع وصفهم ... في حين  ان المحافظين والمتدينين الان متنورون جدا . بينما الليبرالي واليساري يتحالف مع الرجعية الاسلامية الان .
•   كنّا نعيب على ماركس قوله " الدين افيون الشعوب " . اعتقد انه ارتكب خطئا جسيما بتعميمه ، لأن مانراه الان من عمليات انتحارية لقتل حتى الاطفال والنساء بدافع ديني  يجعلنا نعتقد بأن تأثير الدين احيانا اكبر من الأفيون .
•   ان الايمان المسيحي يتعاظم الان في اوربا وامريكا ، وهذا بفعل وعد يسوع المسيح له كل المجد وليس بفضل احد اخر كائن من كان .
ملاحظة اخيرة عن الرجعية في البلدان العربية والاسلامية : كانت الرجعية في السابق " متنورة " اذا ما قورنت بالرجعية الحالية .... تماما عكس العالم .


يوسف الو

من الجزئين في مقالتين للكاتب وقد يتبع بجزء آخر أو أجزاء أخرى كما يحلو له ويفسره هو حسب مبتغاه يتضح جليا بأن الكاتب قد أعطى مقدمات مشوشة عن الألحاد ولم يتمكن من الربط بين العولمة والألحاد وبين اللأتدين وأحترام الأديان وقد أتضحت الفكرة التي برأس الكاتب وهي الطعن بالشيوعية وبقادة العلمانية ودعاة التغيير الجقيقي لتصبح حياة البشر أكثر أمنا وأستقرارا , لو تجرأ الكاتب وقرأ المادية الديالكتيكية ومؤلفات كارل ماركس أعتقد أنه سوف يغيير أفكاره لدرجة كبيرة ولكن لا يقرأها أو يطلع عليها هو والكثيرين من أمثاله ليس لسبب بل خوفا وأبتعادا من أسماء مؤلفيها ولتبيان مدى الحقد الذي يكننونه عليهم ولهذا تراهم يبتعدون عنها , مرة طلبت من أحد الأصدقاء وهو من الأقارب وله علاقة قوية بالكنيسة والدين حتى الأنصهار أن يقرأ واحدا من تلك الكتب والمؤلفات العظيمة عله يستفاد منها في حياته العملية لكنه رفض لمجرد سماعه باسم المؤلف , صاحبنا الكاتب واحدا من أولئك وسوف ترون جيدا وتتلمسون ما وضحته هنا من خلال جزئه أو أجزائه التالية كي يزيح القناع عن نفسه ويكشف عن ما يدور في خلده وما هي الفكرة الأساسية والمهمة التي يحاول أيصالها للقاريء من خلال أجزاءه , كنت أتمنى ودائما أقولها أن يرد الكاتب على ردودنا لكنه بالتأكيد بن يفعل والسبب ببساطة هو ليس عضوا في الموقع وبالتأكيد لم يطلب منه أحد أن يكون عضوا كي نتمكن من التواصل معه ومع آخرين ممن يرسلون مقالاتهم .

بشار سعدون

تحية ملئها الاحترام والتقدير للجميع : هل المطلوب ان تكون هناك كنيسة مسيحية علمانية .. !؟ هل يجوز ذلك ؟ هل يتسق ذلك مع المنطق ؟ لنرى فيما يلي من النقاط ماذا يعني ذلك ..
1ً- تكون الكنيسة علمانية عندما تعتبر مؤسسة دينية فهناك فرق شاسع بين الكنيسة والدين !؟ فالدين يتحدث عن إله يدير العالم من السماوات وعلى الإنسان استرضاء هذا الإله حتى يدخل الفردوس ولكن الكنيسة هي جسد المسيح الذي اتخذ الطبيعة البشرية فالكنيسة العلمانية تشبع حاجات الناس الدينية ولكنها تهمل مجمل الثروة النسكية والعلاجية التي تملكها الكنيسة .
2ً- تكون الكنيسة علمانية عندما ينظر إليها كحقل أو نظام إيديولوجي غير مرتبط بالحياة فالأنظمة الإيديولوجية لها مواصفات الأنظمة غير المادية المتمركزة حول الإنسان والمرتكزة إلى الفلسفة وهي تقدم بشكل حجج وأفكار . الكنيسة لا تعمل كحقل إيديولوجي فما تملكه ليس مجرد أفكار تجابه بها أفكاراً أخرى فالكنيسة تحمل الحياة الحقيقية التي هي ثمرة شركة الإنسان بالله .. يقول القديس غريغوريوس بالاماس "كل قول يجابه بقول آخر" وهذا ما نراه أيضاً في الأفكار الفلسفية ... لكن من ذا الذي يجابه الحياة الحقيقية التي قهرت الموت ؟!!
3ً- الكنيسة العلمانية تكون مشغولة بالاهتمامات البشرية والأفكار المجرَّدة ولكن الكنيسة الحقيقية كالطبيب الجرَّاح فهو لا يقدر أن يتأمل ويتفلسف خلال قيامه بعملية جراحية فأمامه مريض يريد أن يشفيه ويعيد إليه الصحة الكاملة كذلك الكنيسة لا تستطيع إعطاء أفكار نظرية عندما يكون أمامها مريض فهي تحيا سر صليب المسيح وتساعد الإنسان على أن يحيا هذا السر لأن عيش هذا السِّر هو التوبة العميقة .
4ً- تصبح الكنيسة علمانية عندما تخفض منزلتها إلى مؤسسة اجتماعية على غرار الكثير من مؤسسات المجتمع ... كما في الدول التي تفصل الدين عن الحياة فصلاً تاما .. فلا يمكن اعتبار الكنيسة مؤسسة لدعم المجتمع ومخصصة للتدجين المدني لأنها المشفى الروحي الذي يشفي الإنسان .

  منقول عن كتاب: "الفكر الكنسي الأرثوذكسي", للمتروبوليت إيروثيوس فلاخوس (مطران نافباكتوس في اليونان), ترجمة الأب أنطوان ملكي, منشورات تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع ..







يوسف الو

الأخ بشار تحياتي وأشتياقي لك
يهمنا رأيك في الموضوع بعد الأقتباس !!

بشار سعدون

تحية معطرة للجميع .. أخي العزيز يوسف ألو أشكر لطفك وأدبك الجم .. لَكَ مني كل الإحترام ..

متي اسو

الاستاذ بشارسعدون المحترم
سأحاول ابداء " رأي الشخصي " استنادا الى الكتاب المقدس بعهده الجديد . صحيح اني مؤمن ، لكني لست لاهوتيا ولا حتى " متدينا " بالمعنى المتعارف عليه .
لا يمكن للكنيسة ان تكون علمانية ابدا ابدا .. لأن يسوع المسيح له كل المجد وصف نفسه بأنه " رأس الكنيسة " ، اي انه عقلها وروحها وايمانها .. وكلماته وتعاليمه كانت روحية " لخلاص الارواح "  وزرع المحبة والسلام ليكون الطريق معبدا للعيش في قداسة ومسرة على الارض . لم يقل لنا ماذا نأكل او ماذا نشرب او نلبس  او كيف نحكم .
لكن المسيحية " تقرّ " بالعلمانية السياسية ، اي بفصل الدين عن الدولة . وكانت هناك اشارات واضحة بهذا الخصوص عندما قال الرب  " اعطوا ما ليقصر لقيصر واعطوا ما للّه لله " ... وكذلك عندما قال ( له كل المجد ) " مملكتي ليست في هذا العالم " .. اي ان كنيستي التي انا رأسها لم تأت لانشاء مملكة او حكما في هذا العالم . وعندما حاولت الكنيسة التدخل في السياسة ( في الماضي القدبم ) خلافا لوصايا الرب جلبت لنا الكارثة واصبحت عثرة لازالت اثارها الى هذا اليوم .
لكن على الصعيد الشخصي لحياة المسيحي المؤمن لا توجد مقولة " ساعة لنفسك وساعة لربك " في مفهومها الدارج ، بل ان تستمتع بحياتك في قداسة طول الوقت ،  والمسيح نفسه حضر " عرسا في قانا الجليل " في فلسطين . من ناحية اخرى ، ليس المقصود منها ان تعيش حياة " التزمّت " ، بل ان تستمتع في حياتك الدنيوية بعيدا عن الخطيئة ، بعيدا عن السرقة والكذب والكراهية والقتل والزنا والنميمة والسكر والطمع والجشع المادي .. والتي كلها تنغّص علينا عيشنا ...
والمسيحية لا تكبّل المؤمن بـ " فرائض " عليها قصاص مُهلك .. يوصينا رب المجد : "  ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس "
، فكلمة " متى " هي خيارك الروحي ...
وكذلك عندما يقول "  ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرآئين ، فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين " ، مرة اخرى نحن مع كلمة " متى " .
كما ان المسيحية جعلت من الرابطة الزوجية بين الرجل والمرأة في غاية الروعة والسعادة  التي تعبر عن " الحب الخالد " بينهما الى الأبد .
مع تحياتي


بشار سعدون

الإستاذ متي أسو المحترم : إنما أوردته منقولاً من مصدره بالكامل دون تصرف، وما دفعني إلى ذلك هو إتفاقي أنا وأنتَ وكُلُ ذي لُبٍ على وجود الله بداهةً فقط إبتداءً .. أما عن علاقة الدين بالسياسة وماهو دور الدين في حكم الدولة، ولماذا يتم إيقاع العقوبات الدنيوية على من يخالف أوامر الرب في الشرائع الأخرى، ومدى غلظة وقساوة تلك العقوبات وفائدتها من عدمه، ولماذا وكيف وهل يصح أن يتدخل الرب بواسطة شرائعه بحياة الإنسان اليومية منذ أن يكون جنيناً وحتى يوارى الثرى ... فأقول لَكَ أخي العزيز : ذَلِكَ بحثُ أخر طويل قد أفنى كثيرين ممن قبلنا قروناً في تناوله ومناقشته ولا زالو .. أشبعوه بحثاً ونقداً وتمحيصا وكُلٌ خرج وسيخرج بالرأي الذي يتسق وقناعته وفهمه لأصول عقيدته .. ليس هذا موضوعنا اخي المحترم وليس ما سبق هو ما دعاني إلى التعليق المنقول . !؟ فالإيمان بوجود الله رب السموات والأرض خالق الأكوان و رغبةً بالمشاركة في تفنيد مزاعم الملحدين .. هو ما دعاني إلى التعليق .. لَكَ وللجميع كل التقدير .