تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المسيحيون العراقيون (3)

بدء بواسطة عبدالله النوفلي, فبراير 14, 2012, 11:13:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

عبدالله النوفلي

المسيحيون العراقيون
الواقع وآفاق المستقبل في العراق (3)
كما كتبنا في ما مضى فإن واقعنا المسيحي في العراق وما تلاه للمسيحيين في المهجر ليس واقعا يُسِرُّ الصديق أبدا، ويبدو مما جرى ومازال يجري بأن ما يحدث ليس بالأمر الطاريء ومن شبّه الذي يحدث بالصدفة، من دون شك هو واهم، فعلينا أن نبحث عن السبب كي يتسنى لنا المعلاجة، أو إيجاد الوسائل التي من شأنها أن تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح والطبيعي. فلماذا شعبنا دائما يأخذ جانب الدفاع وتلقي الضربات ولا يُقاوم؛ وأحيانا حتى للدفاع عن نفسه وكأنه كشاة سيق للذبح لا ينبس ببنت شفة، وأينما حدث الاضطراب نراه يبحث عن ملاذ آمن كي يبتعد عن بؤرة المشاكل وينتقل، لكن أن نجده يبحث عن المشكلة وأسبابها ويجهد نفسه بحلها فهذا نادرا ما يحدث ولا يتم ذلك إلا بحالات شخصية بحتة أما إذا تعلق الأمر بشعب برمته فلا نجد من يوحد قراره أو من يحاول لملمة شتاته كي يعمل ككيان واحد ويدافع عن الشعب تجاه من يستهدفه كشعب أو أمة.
وربما تعود جذور هذه التصرفات للايمان الذي يعتنقه هذا الشعب الذي لا يؤمن بالعنف بل بالعكس يؤمن بأن المحبة تحل كل شيء عملا بما تعلمه من معلمه الالهي يسوع المسيح الذي قال مرة لتلاميذه حيثما اضطهدونكم أو لم يقبلونكم فاتركوا ذلك المكان وانفضوا حتى الغبار العالق بأرجلكم من تلك المدينة واذهبوا إلى أخرى!!! لكن نجد أنه له المجد لم يسكت أزاء من ضربه وهو في طريقه لمحكمة الصلب مستفسرا عن السبب، وشعبنا اليوم لا يحاول حتى الاستفسار!! فنجده في العراق وبأبسط ورقة مكتوبة بخط لا يُقرأ أو يستطيع فهمه يلملم الغالي والخفيف كي يترك ويمضي، حتى مقتنياته التي أفنى من أجلها زهرة شبابه وعرق جبينه يتركها أو يبيعها بأبخس الأثمان كي ينجو بنفسه من خطر مزعوم، وتعددت أشكال التهديد الحديث؛ من مظروف يحتوي على إطلاقة ؛كرسالة أن من يتلقاها ولم يغادر فإن مصيره القتل، ووصل الأمر للكتابة على الجدران بشعارات تهديديه للتخويف أو صريحة تطالب بخروج المسيحيين من العراق لأن هذا البلد ليس بلدهم!!! ولم يكن هذا كل الأمر فقد تم الاعتداء على الكنائس دون رحمة وقتل الكهنة بدم بارد، وخطف آخرون وحتى المطران (بولس فرج رحو مطران الموصل على الكلدان) الأعزل من أي سلاح لم يأمن من شر الأشرار وخطف ومن ثم وُجد ميتا!!!.
وأزاء كل هذا ماذا فعل هذا الشعب وماهي ردة فعله؟ ونحن بما سردناه لم نتطرق إلى الماضي القريب ولا البعيد بل تكلمنا فقط عن الواقع المؤلم، كي نسأل أنفسنا لماذا حدث ومازال كل هذا ولا نجد من يقاوم فحتى ممثلوا شعبنا في مختلف السلطات الحاكمة في العراق أرادو الايحاء بأن ما يحدث لا يًقصد به المسيحيين وإنما هو جزء من أمر أكثر شمولية يخص عموم العراقيين، ومع الأسف نجد من يتحدث عن هذا علنا وفي أجهزة الاعلام، أليس ذلك مشاركة في المؤامرة ضد شعب أعزل؟ ألم يسأل هؤلاء أنفسهم إن المسيحيين العراقيين ليسوا كباقي العراقيين لأنهم لم يهددوا أحدا ولم يخطفوا أحد ولم يعملوا كمرتزقة أو كميليشيات وعاش جيرانهم بأمان كل الأوقات والأزمان بل نجد مسلموا العراق يبحثون عن جار مسيحي لأنهم يأمنونه وأنهم متيقنون بأنه لا يلحق بهم أي أذى، من ذلك فإن الجميع يعترف بأن المسيحيين في العراق شعب مسالم، وعلينا أن نعلي صوتنا بقوة بأن ما يحدث لهذا الشعب ليس كما يحدث للآخرين في العراق وعلينا وعلى من يتحدث بإسمنا أن لا يحاول أقناع الآخرين بأن الهجمة هي لعموم العراق، وإن كانت بجانب معين تشبه ذلك لكننا علينا التصريح علانية بأن هذا العمل وأزاء المسيحيين لا مبرر له لأن العنف أزاء الآخرين له ما يبرره لوجود ميليشيات متعددة الأهداف والألوان لدى هذا الطرف أو ذاك وهذه تلحق الأذى بالآخرين وكل حسب أجندتها لذلك يكون من الطبيعي أن يحدث العنف بسبب تصرفات الأطراف، لكن أن يحدث العنف أزاء شعب مسالم لا حول له ولا قوة فإنه أمر غير مبرر ولا نجد له تفسير، وعلينا دراسته بعناية كي نجد مبررا لما يواجهه شعبنا في العقد الحالي.
وعندما نبدأ بهكذا دراسة تتشعب الأفكار إلى الحد الذي يحير الباحث ويصل حد اليأس ويترك ما بدأ به، لماذا؟ بكل تأكيد ليس هذا الشعب لغزا محيرا، وهو يعيش على أرض آبائه وأجداده وانقسم بين كنائس ومذاهب مختلفة ونتيجة الظروف السياسية والسلطات الغاشمة والديكتاتورية فإن شعبنا فضل عدم الخوض في السياسة والتوجه كليا نحو العمل والابداع فيه وكذلك الدراسة والتقدم في مراتب العلم إلى الحد الذي أصبح في فترة معينة ما يربو على منتصف مثقفي الشعب العراقي ككل هم من أبناء شعبنا وهم من حملة الشهادات العلمية والثقافية وفي مختلف مجالات الحياة، لكن دائما كنا نجد تهميش هذا الكم الكبير منهم ووضعه في موقع غير قيادي كي يتم تحجيمه وكي لا يبرز ويطغي على غيره من أبناء العراق، وكان جلَّ ما يصل إليه هو منصب وزير أو مدير عام وبأعداد ضئيلة كذر للرماد في العيون وكي لا يقول شعبنا أننا محرومون من ذلك، وهذا قاد الكثير ومنذ زمن بعيد كي يلملم أمتعته ويقرر الهجرة إلى البلدان التي تقدر عاليا موهبته وعلمه وأبداعه، ونجد اليوم العديد من أبناء شعبنا في كل اتجاهات المغارب والمشارق وهم يتبوأون مناصب ومواقع سياسية أو تنفيذية أو علمية في مختلف البلدان التي تواجدوا عليها وبلدهم كان قد أهملهم وتركهم بل عمل جاهدا كي يبعدهم عن أرضه!!!


وللموضوع صلة

عبدالله النوفلي

نشرت جريدة العراقية الصادرة في سدني المقالة بعددها الصادر يوم 23 تشرين الثاني 2011

ماهر سعيد متي

فعلا نحن شعب عادة ما نتخذ الموقف الدفاعي وكاننا مهددين بشكل دائم .. وفعلا عادة ما نقف مشدوهيين عاجزيين امام مشاكلنا دونما دراسة تحليلية منطقية .. هذا هو واقع المسيحيين في العراق ..  لذا بات الزاما علينا ان نبدأ بالتغيير
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

عبدالله النوفلي

يقول كتاب المسلمين: لا يغير الله ما بقوم إلا أن يغيروا ما بأنفسهم!!!
ونحن بحاجة أن نغير ما بأنفسنا
وطريقة تفكيرنا
وتصرفنا
وأن لا نكون سلبيين بل ننحى باتجاه الايجابية
وأن نتحمل النتائج
ولا نفكر بالنجاة الآنية من الأحداث وأن يحصل ما يحصل بعد ذلك
لأن ربما تضحية اليوم ستكون سببا كي نكون أفضل بالمستقبل
هذا ما أتمناه لشعبي
شكرا للمداخلة

بهنام شابا شمني

لم يتخذ شعبنا المسيحي ابدا موقف الدفاع لان الدفاع يعني المقاومة وهذه تؤدي الى خسائر وشعبنا غير مستعد لتقديمها باستمرار وانما موقفه دائما ابعاد نفسه عن المشكلة او الابتعاد عنها وموقف الدفاع لديه والذي لا يمكن تسميته دفاعا هو تقديمه للتنازلات بحثا عن الامن 

عبدالله النوفلي

#4
نعم عزيزي أستاذ بهنام فإن شعبنا وللأسف هو كذلك وأنا أيضا كتبت ما يلي: فلماذا شعبنا دائما يأخذ جانب الدفاع وتلقي الضربات ولا يُقاوم؛ وأحيانا حتى للدفاع عن نفسه وكأنه كشاة سيق للذبح لا ينبس ببنت شفة، فإننا توصلنا إلى ذات الاستنتاج، لكن لماذا؟ هذه يجب أن نتوصل إليها كي نعالجها... تقبل فائق احترامي

د.عبد الاحد متي دنحا

هل ان الكنيسة بجميع مذاهبها هي المتهم الاول في ذلك؟ لانها كانت المتنفذ الاقوى وان الاحزاب والحركات القومية حديثة نوعا ما!
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

عبدالله النوفلي

حقيقة أخي العزيز ليس الموضوع أية جهة هي المتهمة،
فالكنيسة لا علاقة لها بالعمل السياسي وهي بجميع مذاهبها تعلم تعاليم المعلم الإلهي لأتباعها
لكن يبقى الموضوع في طريقة تقديم فكر يسوع للمؤمنين
وبقينا نحن ومن يثقفنا نتكلم بسلبية عمن ضربك على خدك الأيمن فاعطِ له الآخر،
ويجب أن نحب ونحب ولا نبادر بالمقاومة
وقد أقتنعنا بأن السلطة هي من الله ويجب أطاعتها،
فالمسألة بطريقة تقديم إيماننا للمؤمنين
وإن كانت الكنيسة مؤمنة بهذا فما بال الاحزاب السياسية؟
أعتقد اليوم يجب أن نفكر بأسلوب جديد،
لأن الكتاب المقدس يقول أيضا
بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد،
وأن يسوع عندما تم ضربه وهو في طريق الجلجلة سأل عن سبب ذلك،
أليس هذين المثلين كافيين لنا كي نغير من أسلوب فهمنا لأقوال ربنا يسوع المسيح ونثقف المؤمنين من جديد؟

د.عبد الاحد متي دنحا

اقتباس "وقد أقتنعنا بأن السلطة هي من الله ويجب أطاعتها" انتهى الاقتباس
اخي العزيز عبدالله, هنا يبرز سؤال هل السيد يسوع المسيح خضع او انصاع لحكام زمانه كما تفعل الكنيسة في الوقت الحاضر مهما كان نوع الحكم؟
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

عبدالله النوفلي

أخي الكريم
ربنا يسوع المسيح في معرض تعليقه على حكام ذلك الوقت قال في أحدى المرات: ... فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل. (لوقا 32:13)، وأيضا قال: .. اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما للّه للّه.(متى 21:22)، وهنا الاجابات واضحة لكن الكنيسة بحاجة أن تحدد الاجابات حسب متطلبات العصر، وليس بالضرورة أن يكون سيدنا يسوع المسيح فعل أو قال ذات الشيء، ونجد ذلك منذ بدايات المسيحية حيث انتشرت للأمم ووجدت مشاكل لم تكن موجودة في أورشليم فليس من المستغرب اليوم ما يحدث وكمؤمنين علينا أن نسير وراء قادتنا الروحيين إيمانيا وخارج هذا لكل واحد منا وجهة نظره الخاصة.
شكرا للسؤال