أجراس الكنائس تدوي في أحياء بغداد إيذانا بقدوم العيد

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 23, 2012, 08:12:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أجراس الكنائس تدوي في أحياء بغداد إيذانا بقدوم العيد


برطلي . نت / متابعة
الجيران/

عادت مجددا أجراس الكنائس تدوي في أحياء بغداد، معلنة طي صفحة العنف والتهديد الذي كان يطول المسيحيين في هذا البلد الذي استعاد أمنه بعد سنوات من العنف.
ويحتفل المسيحيون في بغداد والعالم أجمع بعيد ميلاد السيد المسيح في يومي (25 و26) من كانون الأول من كل عام، الا ان الاحتفال في العراق، وعلى وجه الخصوص في العاصمة بغداد، يشتد هذا العام، رغم انه يتزامن مع مناسبة احياء ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع) الذي يستذكره المسلمون بحزن خلال هذه الأيام.
وتستعد مدينة كربلاء المقدسة، التي تضم مرقد الامامين الحسين والعباس (عليهما السلام) لاستقبال ملايين الزوار من المحافظات والدول الأخرى لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) التي توافق مطلع الشهر المقبل.
وفي الجانب الآخر، يستعد مسيحيو العراق للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، وتزيين شجرة الميلاد بنشرات ضوئية ولعب لشخصية بابا نوئيل وأشرطة ملونة، اذ تظهر الاستعدادات واضحة في المناطق التي تسكنها الغالبية المسيحية في بغداد ونينوى وكركوك والبصرة، اضافة الى محافظات اقليم كردستان (أربيل، والسليمانية، ودهوك).
ويقول المواطن رغدان سعيد، من اهالي حي الكرادة انه وأفراد عائلته يعدون العدة للاحتفال بعيد
ميلاد السيد المسيح يوم الثلاثاء المقبل، اذ "تحتشد الكنائس بالمصلين حيث ترتفع الأناشيد والتراتيل الدينية، ويعبرون عن فرحهم وعن الصفات الحميدة التي تعلموها من وصايا السيد المسيح، ومنها الغفران والمحبة والتسامح والابتعاد عن الشر والحسد ومساعدة المحتاجين والمعوزين والمسنين".
ويضيف في حديثه للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي (IMN) ان المسيحيين يقومون قبل قدوم هذا اليوم المبارك بعدة أيام بوضع شجرة عيد الميلاد داخل المنازل وعلى الشرفات، "إذ لا يمكن أن يمر عيد الميلاد دون الشجرة التي تعد رمز الأمل والخلود والخضرة المستمرة والخصوبة".
وبالتزامن مع الاستعدادات لاحياء العيد، افتتح رئيس الوزراء نوري المالكي، يرافقه العديد من المسؤولين الأسبوع الماضي، كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد بعد انجاز أعمال تأهيلها واعمارها.
وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي خلال حفل الافتتاح ان "العراق يوحد تحت خيمته جميع اطيافه ومكوناته، والجرح الذي يصيب المسيحيين العراقيين أو أي مكون آخر يصيب العراقيين جميعاً".
ويعيد اسم سيدة النجاة الى الاذهان الاعتداء الارهابي الذي طال الكنيسة في تشرين الأول العام 2010، عندما أقدمت مجموعة ارهابية مسلحة على اقتحامها، واحتجاز عشرات المصلين كرهائن، في عملية اجرامية راح ضحيتها أكثر من 40 شخصا شهداء واصابة عدد مقارب اغلبهم من المسيحيين.
وتؤكد السيدة أم نورس، من سكنة حي الدورة في بغداد، أنها عادت الى بغداد بعد سنوات من الهجرة قضتها في اقليم كردستان هربا من الاوضاع الأمنية المتردية التي كانت تسود معظم أحياء بغداد، ومنها حي الدورة.
وتقول لـ(IMN) ان عائلتها المكونة من ستة أفراد، هم الأب وثلاثة أولاد وبنت واحدة، تعرضت في العام 2006 الى تهديد من قبل المجاميع المسلحة بالتصفية وامهلتها (48) ساعة لمغادرة المنزل، ولم تتسع المهلة سوى لجمع الوثائق والمقتنيات الضرورية واستئجار سيارة للذهاب الى محافظة السليمانية، حيث قضوا فيها أكثر من خمس سنوات قبل أن يعودوا الى منزلهم من جديد.
وتتمنى ام نورس أن تستقر الاوضاع في العراق أكثر، ويعيش الجميع بسلام "بعد ما تعرضوا اليه من عنف لم يخلف سوى القتل والدمار".
وأعلنت وزارة الداخلية أنها أعدت خطة امنية لحماية الكنائس في عيد المسيح.
وأوضح الناطق باسم الوزارة العقيد سعد معن ابراهيم ان "الأجهزة المختصة في الوزارة سوف تشارك في تأمين الحماية الكافية للأخوة المسيحيين الذين يقيمون الصلوات والاحتفالات في الكنائس خلال عيد المسيح الذي يوافق يومي الثلاثاء والأربعاء".
ويتمثل جزء من الخطة، وفقا لابراهيم، بغلق الشوارع المؤدية الى الكنائس ونشر دوريات للشرطة قربها، مع تعزيزها بجهد استخباري.
وتقول الآنسة (ل.أ): ان "اهتمام الحكومة بالمسيحيين يرفع من معنوياتنا ويزيد من اعتزازنا بأنفسنا وبانتمائنا لهذا البلد"، مؤكدة "نحن متمسكون بالبقاء والعيش في العراق رغم كل الضغوطات التي تعرضنا لها في السابق".
وأشارت بالقول: "ما يميز الاحتفال هذا العام هو اعادة افتتاح كنيسة سيدة النجاة مرة أخرى بعد اعمارها، وهذا الحدث يعد بمثابة هدية العيد لنا، وجاء مكملا للفرحة والاستعداد للعيد، رغم ان العيد وعيد رأس السنة هذا العام يتزامنان مع ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام، الامر الذي يحتم علينا احترام طقوس هذه المناسبة الأليمة".
أما فيما يخص الاستعدادات فتقول: "عادة تبدأ أغلب العائلات قبل مدة بشراء مستلزمات العيد من شجرة عيد الميلاد والزينة التي تعلق عليها بالاضافة الى شراء هدايا العيد للأطفال والكبار التي توضع تحت الشجرة ليلة (24/ 25) على انها هدايا من بابانوئيل، ويحتفل الجميع في صبيحة اليوم التالي بفتحها.. وتؤكد "الهدايا نشتريها دون ان نريها الى المهدى اليه وهو ما يعني ان الجميع يحتفظ بمفاجأة للأخر".
وتوضح "صبيحة العيد نذهب لحضور قداس الميلاد الذي يتضمن التراتيل والصلوات الخاصة بهذه المناسبة، ثم يتبادل الحضور التهاني بعد انتهاء القداس في باحة الكنيسة مع تناول الحلوى".
ويذكر ان القداس يقام ليلة العيد وصباح العيد وفي عصر يوم العيد وايضا في اليوم التالي، وتضاء الكنيسة بشجرة ميلاد كبيرة.
وتختتم الانسة (ل.أ) حديثها قائلة: "حتى ليلة رأس السنة نحرص على التجمع في بيت أحد الاقارب والاحتفال بهذه المناسبة".