الله يخلق العالم / الجزء الثاني

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, نوفمبر 29, 2015, 07:36:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

الله يخلق العالم
الجزء 2
ورد في رسالة رومة الاصحاح الثامن من ان الخليقة المؤمنة وغير المؤمنة تترقب بلهفة اعلان ابناء الله لكن المؤمنون يرون ان العلم اصبحا ملوث بسبب الخطئية وعليه يجب على المؤمنين بالمسيح ان لا يفقدا الامل بل ان يكون لهم الرجاء ويتطلعون ما وعد به الله من سماء جديدة وارض جديدة مع الرب يسوع . الله خلق وابدع اشياء اصلا لم يكن لها وجود بمعنى خلق شيء من لا شيء كما هو مذكور خلق الله ذكر وانثى منذ البدء . هنا الفاعل الله لا غيره من البداية والى النهاية . الله خلق السموات والأرض تكوين الاصحاح الاول وخلق الحياة والهواء والبحار والانهار والانسان والكواكب والوراد ذكرها في سفر اشعيا الاصحاح الاربعون وخلق الله الريح كما جاء في سفر عاموس الاصحاح الرابع وهو الذي يخلق القلب النقي الطاهر والرب أمر فخلقت السموات بكل أجنادها وملائكتها، والشمس والقمر والنجوم والمياه التي فوق السموات . الله تكلم كلمة واحدة فصنع كل شيء كما هو يريد بالخطة التي رسمها . الله الخالق هو المسؤول عن كل المخلوقات وهو الذي يصونها ويرعاها . لكن أن ابتعد عنها الله فسوف تهلك الجميع . ونسمته المبدعة تجدد الحياة على الأرض (مز 104: 27- 30) . وقد خلق الله العالمين كما هو مذكور في الشهواد التالية  ((بالكلمة)) الذي هو ((الابن)) (يو 1: 3 وافسس 3: 9 وكولو 1: 16 وعب 1: 2) . الخليقة تقسم الى قسمين لكن كلاهما يكمل الاخر . في التكوين 1 يستعمل أسم الجلالة ( الله ) وفي التكويت يستعمل ( الرب الاله ) . الاولى ( الله ) يشير إلى خليقة كل الكون، أما الثاني فإلى خليقة الإنسان، وهو فاتحة قصة سقوط الإنسان وفدائه . الله هو المسيطر على شؤون العالم والبشر، وكل الأشياء مرتبة بحكمة، وتهدف إلى قصد حكيم في الكون ونحو الإنسان. أما الأيام الستة، فتشير إلى ستة أعمال في مدد إلهية تنتهي بالراحة الإلهية تكوين الاصحاح 2 . العمل الأول خلق النور المنتشر، والعمل الثاني تنظيم للسموات هذان فصلهما بواسطة الجلد عن سطح الارض . الشيء الثالث هو فصل المياه عن اليابسة وخلق النبات والعمل الرابع اظهار نور الشمس والكواكب عن طريق تكسير الابخرة. والعمل الخامس خلق الحياة الحيوانية الدنيا في الماء والهواء. والعمل السادس خلق الحيوانات البرية والانسان الذي خلق على صورة الله. وفي اليوم السابع استراح الله من عمله وبدأ يمارس وظيفة ((الحارس)) المدبر فبارك ما خلقه، وعين للانسان يوم راحة في الأسبوع لخير الجسد والنفس. ويعتقد بعض المفسرين أن لفظة ((يوم)) لا تعتبر بالضرورة مدة أربع وعشرين ساعة، ويقولون انها بالأرجح تشير إلى مدة جيولوجية طويلة الأمد. ولتاييد رأيهم يقولون أنه كثيراً ما استعملت لفظة ((يوم)) في الكتاب المقدس للدلالة على مدة أكثر من يوم شمسي، كيوم الاشرار، ويوم النقمة، ويوم الدينونة، ويوم الخلاص وألف سنة في عيني الرب كيوم واحد كما ورد في مزمور 90 ورسالة بطرس الثانية الاصحاح 3 . نفهم قصة الخلق من سفر التكوين هو أن الله خلق الكون ولم يتركه لذاته ولشأنه كما يعتقد بعض الفلاسفة. إن قوته لا زالت عاملة في الكون خالقة مسيرة وحافظة. الكتاب المقدس يعلمنا شيئاً آخر عن عمل الله في الخلق ، فمكانة الله في الخلق وفق تعليم الكتاب المقدس تختلف عن فكرة بعض الفلاسفة . وكأن لا اتصال بين الله وبين الخليقة سوى عن طريق سلسلة من العلل والمعلومات. فإن الكون وما فيه من صنع الباري اليوم كما يناقض تعاليم بعض الفلاسفة عن أزلية المادة الكتاب المقدس يعلمنا بأن المادة بداية. الكتاب المقدس في تعليمه عن الخلق يناقض الحلوليين الذين لا يفرقون بين الخالق وخليقته بل يمزجون بينهما فالله ليس الخليقة وليست الخليقة الله. الله خلق العالم بمحض حريته لا كما يقول الغنوسيون بأن الخلق عبارة عن انبثاق من الله يشبه التوالد الذاتي . الرب الاله مبدع الكائنات وهي في وجودها وسيرها وبقائها وانتظامها تعتمد عليه بما أنه الخالق والمسير والحافظ والمدبر لها ولكل ما يتصل بها. مهمة الكتاب المقدس هو أن يعلمنا عن مكانة الله في الخلق والخليقة إلا أن ما يعلمنا إياه لا يتناقض مع العلم الصحيح الذي ثبتت صحته من غير شك. ويظهر لنا الله في سفر التكوين ((شخصاً)) لا مجرد قوة كما يزعم البعض، ويتمثل لنا عاملاً في خلق العالم و كل ما فيه من لا شيء. واسمى أعمال الله في الخلق هو الانسان ذروة الخليقة، وهو يعمل في الكون وفق قوانين وشرائع ثابتة، وإيماننا بالله يتسامى فوق كل الفروض والنظريات العلمية. وتؤيد لنا القصة أن الخليقة لم تكن وليدة الصدفة، بل من تدبير إله حكيم، مدبر عاقل، قادر على كل شيء يتكلم فيطيعه الخلق. وقد ثبت لدى العلماء أن بعض قصة الخليقة كما جاءت في سفر التكوين. وردت ايضاً في الآثار الأشورية في لوحات من الفخار. ولكن القصة الاشورية مضطربة ومفككة، حافلة باساطير الاقدمين يصعب فهم معانيها في كثير من المواضع. أما قصة سفر التكوين فمسلسلة ومرتبة ترتيباً محكماً. القصة الاشورية تذكر عديداً من الالهة، أما قصة التكوين فتحدثنا عن إله واحد، هو خالق السموات والارض، ورب العالمين
والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز