تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

سلامة مياه الشرب ضرورية لمكافحة الأمراض

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 15, 2014, 08:17:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

سلامة مياه الشرب ضرورية لمكافحة الأمراض
المصدر: مجلة حياة
بقلم:   سحر فاوى


المياه ضرورية مثل الهواء لبقاء جميع الكائنات الحية. وفيما عدا الدهون، يشكل الماء 70% من كتلة جسم الحيوان. والماء مكون ضروري لعملية التمثيل الغذائي ويعمل بمثابة مادة مذيبة لكثير من المواد القابلة للذوبان بالجسم. وكل من الماء وعمليات التمثيل الغذائي الالكترونية علي علاقة قوية ببعضهما، وتتحكم مختلف الهرمونات داخل جسم الحيوانات بدقة في التوازن بينهم. وقد قدمت ورقة بحثية أمام الدورة السادسة لهيئة الزراعة واستخدام الأراضي والمياه في الشرق الأدني التي عقدت بالخرطوم مؤخرا.
فالمياه فالمستهلكة كما ذكر في الورقة البحثية لها مصدران: الغذاء ومياه الشرب. ومساهمة الغذاء تعتمد علي نوعية الغذاء الحيواني ولا علاقة لذلك بالعملية التنظيمية. ومع ذلك، فإن إمدادات مياه الشرب متغيرة حسب درجة الشعور بالعطش، وهذا بدوره يعتمد علي احتياجات الحيوان. ويرجع الشعور بالعطش إلي زيادة درجة تركيز الالكتروليت داخل الخلايا مدعماً بالمستقبلات الارتشاحية داخل المنشأ السفلي للأعصاب.
كذلك تعتبر عملية تدوير المياه من خلال العصارات الهاضمة مصدراً هاما للمياه داخل الأمعاء الدقيقة وهذه العصارات الهاضمة تعتبر ذات أهمية جوهرية في الحيوانات المجترة. ففي حالة الأبقار تبلغ عصارة اللعاب ما بين 100 ـ 200 لتر يوميا، أما سوائل عصارات المرارة والبنكرياس فتبلغ 7 - 8 لتر / يوم و5 - 6 لتر/ يوم علي التوالي.
ويعتمد الماء المأخوذ بواسطة الحيوان علي معدل دوران الماء داخل جسده، وهذا يختلف حسب نوعية العلف ( جاف أو رطب، والمحتوي الملحي) ودرجة الحرارة المحيطة بالحيوان، وحالته الفسيولوجية ( الوزن، العمر الحمل، ويؤدي الإدرار إلي زيادة كبيرة بمقدار30 ـ50%). وتختلف الاحتياجات اليومية الكلية اختلافا كبيرا حسب نوع الحيوان: الخيل: 35 ـ 45 لترا، البقر: 50 -70 لترا، الإبل: 20 ـ لتر، المجترات الصغيرة: 2-3 لترات. وبالنسبة للطيور خاصة الدواجن، فإن الاحتياجات المائية تختلف حسب العمر ونوع الإنتاج ( وزيادة استهلاك الماء تتعلق بالتأكيد بدرجة الحرارة المحيطة بالحيوانات ( إذا كانت عالية جدا) وكذلك تتعلق بالمياه العذبة المتاحة. ويحدث ذلك أساسا في فصل الصيف وقد تتعلق أيضا بمدي تركيز الأملاح في المياه و أو العلف. ويسبب الاستهلاك الزائد للمياه حدوث حالات إسهال تتبعها حالات جفاف.
أما الاستهلاك المائي المنخفض فيرجع إلي سوء نوعية المياه أو إلي الحالة الصحية للحيوانات. ويمكن أن تؤثر عواقب الاستهلاك المنخفض بشدة علي الصحة. ففي الحيوانات الصغيرة، تؤدي محدودية المياه إلي زيادة معدل النفوق خلال 48 ساعة. وإن الانخفاض المفاجيء في شرب الماء قد يكون أحد العلامات الأولية علي موجة مرضية تجتاح القطيع ويشكل ذلك نوعا من الإنذار.
وتعتبر نوعية المياه محددا بيئيا قويا لصحة الحيوانات. وتأكيد سلامة مياه الشرب هو أساس منع ومكافحة الأمراض التي تنتشر عن طريق المياه ( منظمة الصحة العالمية، 2010) والماء هو أكثر غذاء يستهلكه الحيوان وغالبا ما لا ينتبه لذلك باعتباره شيئا سائداً. والآثار الضارة للمياه سيئة النوعية غير مرئية بصفة دائمة ولكنها تسبب خسائر اقتصادية كبيرة. ومواصفات مياه الشرب الصالحة للحيوانات معقدة وتشمل مؤشرات بيولوجية، وطبيعية وكيميائية. وتعتبر المخلفات الصناعية، ومياه الصرف الزراعي والصرف الصحي المسببات الرئيسية لتلوث المياه خاصة في البلدان النامية. وتستخدم نوعية المياه في أغلب الأحوال للإشارة إلي مجموعة من المعايير والخطوط الإرشادية التي يمكن تقدير مدي الامتثال عن طريقها.
لذا فإنه عند وضع المعايير، فإن البلدان المتقدمة تتخذ قرارات سياسية وتقنية/ علمية عن كيفية استخدام الماء. وفي عام 1982، حولت منظمة الصحة العالمية من تركيزها علي "المعايير الدولية" إلي التركيز علي "الادلة الإرشادية" والسبب الرئيسي في هذا التحول هو الميزة الناتجة عن استخدام أسلوب المنفعة والمخاطر ( من الناحية الكمية والنوعية) لإرساء معايير ونظم قطرية. وبصفة خاصة، فإن تطبيق الأدلة الإرشادية علي مختلف البلدان يجب أن يأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية الثقافية والبيئية والاقتصادية الخاصة بتلك البلدان.
أحيانا ما تكون مياه الشرب مسئولة عن انتشار الأمراض الحيوانية في القطيع، نظرا لصعوبة الحصول علي تنظيف تام لمصدر المياه، الذي يلوث في غالب الأحيان بواسطة مخلفات الحيوان. والمياه غير آمنة الملوثة بالبكتيريا تسبب الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الأطراف. والسبب الرئيسي لتواجد الأحياء الدقيقة في مياه الآبار والينابيع هو التلوث الغائطي.
وتلوث المياه الناتج عن التلوث الغائطي يعتبر مشكلة خطيرة نظرا لإمكانية الإصابة بالأمراض من مسبباتها ( الكائنات المسببة للإمراض). وفي كثير من الأحيان، تكون تركيبات الكائنات المسببة للأمراض ( بكتيريا، فيروسات وطفيليات) الناتجة عن التلوث الغائطي قليلة، إلا أن عدد المسببات المختلفة يكون كبيرا. ونتيجة لذلك، فليس سهلا من الناحية العملية إجراء اختبار لمسببات أمراض محددة في كل عينة مياه يجري جمعها. وبدلا من ذلك، يتم التعرف علي وجود المسببات المرضية بدليل غير مباشر عن طريق الاختبار لوجود "مؤشر" مثل بكتيريا الكوليفورم. وهي تأتي من نفس المصادر ككائنات ممرضة. كما يسهل نسبيا التعرف عليها، حيث تتواجد بأعداد أكبر من بعض مسببات الأمراض الخطيرة الأخري. وتتباين أعدادها حسب التأثير البيئي، ومعالجة المياه العادمة، ومعالجة المياه بطريقة واحدة لعديد من المسببات المرضية. وعلي ذلك. فإن اختبار وجود هذه البكتيريا يمكن أن يكون توضيحا منطقيا لمدي وجود أنواع أخري من البكتيريا المسببة للأمراض وعادة ما تشمل تحليلات المياه البكتيريا الهوائية، بكتيريا الكوليفورم والاستربتوكوكس والكلوسترديام.
وبالنسبة لمياه الآبار عادة، فإن المؤشرات الرئيسية هي إجمالي الكوليفورم، والكوليفورم الغائطي وبكتيريا ستربتوكوكي. وبكتيريا الكوليفورم هي بكتيريا شائعة في أمعاء الإنسان والحيوان. ووجودها في الماء يدل علي تلوث غائطي، ونفس الشيء بالنسبة لبكتيريا ستربتوكوكي. ويعتبر إجمالي النسيج الخلوي للفلورا الهوائية ومخفضات السالفايت مؤشرات عن تأثير عدم التلوث أو علي نمو غشاء بيولوجي داخل الأنابيب. ويمكن أن تستخدم النسبة بين الكوليفورم الغائطي والستربتوكوكي الغائطي كمؤشر يدل علي مصدر التلوث.
ويمكن علاج التلوث البكتيري للمياه باستخدام مضادات التلوث. وتتأثر كفاءة مضادات التلوث بشدة بالمواصفات الطبيعية والكيماوية ( درجة الحموضة/ القلوية وتواجد الأملاح أو المواد العضوية).
وتعتبر المياه وسطا متعادلا لا تستطيع الفيروسات النمو بداخله، ولكنها تستطيع البقاء لفترة طويلة أو قصيرة، مع إمكانية إصابة السلالات الحساسة بالأمراض. مثال ذلك، فيروس النيوكاسل الذي يستطيع العيش بالمياه لعدة أسابيع وربما يسبب المرض أو النفوق للدواجن. وبعض مضادات التلوث ( مثل الكلورين والاكسوجين) ليس لها أي تأثير علي الفيروسات.
كما ان جميع الكائنات الدقيقة وحيدة الخلية والديدان الطفيلية المعوية يمكن أن تعيش في الماء وتنتقل بواسطته. وتعتبر الكوكسيديا إحدي مسببات الأمراض الشائعة الموجودة بالمياه التي يمكن ابتلاع بويضاتها بواسطة المجترات الصغيرة والدواجن.
المياه ذات النوعية الطبيعية والكيماوية السيئة تخفض من انتاجية الحيوانات، وتسبب تلف الأنابيب عن طريق الصدأ، وتخفض بشكل جوهري من تأثير العقاقير واللقاحات ومضادات التلوث التي تذاب في هذا الماء، وتجعلها عديمة الفائدة. وينعكس تعقد نوعية المياه عن طريق الاجراءات المختلفة والمؤشرات المستخدمة في التقييم. ويمكن إجراء بعض القياسات البسيطة في الموقع مثل درجة الحرارة، والحموضة ـ القلوية، والموصلية. أما القياسات الأكثر تعقيدا التي يجب إجرائها بالمعمل، فهي تتطلب جمع عينات من الماء وحفظها وتحليلها في المكان المناسب. ومثل هذه القياسات المعقدة يمكن أن يكون مكلفا. أما عمليات ضبط الجودة الروتينية لمياه سقاية الحيوانات فتشمل الصوديوم، والكلورايد، وعسر الماء، والنيترات، والحديد.
وشرب المياه المالحة يؤدي إلي إسهال مزمن في الحيوانات وما يتبع ذلك من خسائر اقتصادية جمة. ومن الممكن استخدام المياه المالحة حتي 1000 جزء من المليون (من كلوريد الصوديوم) مع تفادي وجود الملح في العلف. وتتحمل الإبل وبعض سلالات الماعز والأغنام المياه المالحة حتي 3000 جزء في المليون. أما عسر المياه فهو ناتج عن وجود الأيونات المعدنية ثنائية التكافؤ. ومن الناحية العملية يحسب مقدار عسر المياه باستخدام مركزات الكالسيوم والماغنيسيوم. أما بالنسبة لمعامل الحموضة ـ القلوية (PH)، فإن عسر المياه الطبيعية يعتمد علي الهيكل الجيولوجي للتربة التي يمر بها الماء.
والنيترات هي المرحلة الأخيرة من تحلل المخلفات العضوية. ووجودها في المياه يبين علي الأغلب التلوث من الصرف الزراعي بالأسمدة أو مخلفات الإنسان والحيوان. وهذه النيترات قابلة للذوبان وتسري إلي المياه العميقة من خلال التربة. أما النيترايت فتنتج في المرحلة الأولي من تحلل المخلفات العضوية. وتتعلق المستويات العالية منها بتخفيض النيترات إلي نيترايت بواسطة البكتيريا الهوائية المنخفضة للسالفايت (Clostridia). ويمكن أن تنشأ النيترايت أيضا من الأكسدة البكتيرية لمادة الأمونيا.
- الخلاصة
إن نوعية المياه تعتبر مكونا رئيسيا في إنتاجية الحيوانات. وهناك حاجة لمعايير خطوط إرشادية، وقواعد تنظيمية لمياه سقاية الحيوانات ببلدان الشرق الأدني. ويجب إعداد الأدلة والارشادات عن نوعية واستخدام المياه في مختلف الأنشطة الحيوانية. بالاضافة إلي ذلك، فيجب تنظيم حملات توعية للمزارعين والفنيين عن أهمية جودة المياه للانتاج الحيواني والصحة الحيوانية.

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=468612&eid=399
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة