مشاكسة فالانتـــاين امـــلأ قلوبهــم حبــا / مال الله فرج

بدء بواسطة matoka, فبراير 14, 2013, 08:29:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مشاكسة
فالانتـــاين امـــلأ قلوبهــم حبــا






مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


برطلي . نت / بريد الموقع


يشتعل العالم محبة , وتتوهج القلوب عشقا , وتذوب الانفس  اشتياقا , وتحترق الاعماق لوعة , وتتطاير الملايين , وربما المليارات من بطاقات ومسجات ومكالمات العشق والمحبة واللوعة والمكابدة والاشواق ,واللهفة والحنين والاحتراق , بعيد الحب الذي يصادف في الرابع عشر من شباط ' تخليدا للتضحية الانسانية المتوهجة بعمق الايمان لشهيد الحب القديس فالانتاين الذي اعدم بقطع رأسه في مثل هذا اليوم من عام 269 م, اثر مخالفته لقرار امبراطور روما كلاوديوس الذي امر بايقاف الزواج ومنعه عن الشباب ليتسنى له تجنيدهم في حروبه , فقد كان المتزوجون يمتنعون عن الانخراط في الجيش وخوض المعارك لعدم رغبتهم في ترك عوائلهم يواجهون من بعدهم مصائر مجهولة وربما مأساوية, في حين ان الشباب العزاب ليس لديهم ما يخسرونه .

وبذلك فان استمرار فالانتاين في اتمام مراسم الزفاف سرا كان انحيازا مبدئيا لارادة السماء تجاه العلاقة الزوجية التي جاءت بها  الاديان والمعتقدات وقدستها , وانتصارا لارادة الحياة وتجددها 'وهذا ما دفعه بايمان وقناعة ,الى ارتقاء سلم الموت بشجاعة, بعد ان نهض بواجباته الروحية والاجتماعية والكنسية , ولسان حاله يردد قول السيد المسيح عليه السلام (ما من حب اعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه) ,بينما كانت بطاقات المحبة والاعتزاز والاكبار والوفاء, وباقات الزهور تتطاير حوله من ايادي وقلوب اولئك الشباب الذين كان لهم فخر عقد قرانهم على يديه ' بينما كانت ابنه السجان الذي كان يحرسه في سجنه بعد ان ربطتها علاقة صداقة معه اثر زياراتها المتكررة له  تقرأ وعيناها مخضبتان بالدمع اخر ماكتبه قبل اعدامه على بطاقة موجهة اليها (مع الحب من فالانتاين).

وهكذا اعدم القديس فالانتاين ' ليصبح شهيدا للحب ' وليفتح بموته ذاك ابواب العالم وقلوب ومشاعر واحاسيس الانسانية لتلمس معاني المحبة الجليلة ' ولتمسي ذكرى ذلك  اليوم واحدة من اروع الايام التي تحفز الانسان في كل مكان رجالا ونساءا على نبذ الكراهية والاحقاد والعداء والبغضاء ومحبة الاخرين.

وفي عيد الحب الذي يمسي بحق كرنفالا لاروع المشاعر الانسانية الشفافة وانبلها وارقها واسماها ' حيث تتمازج الهمسات الرقيقة بالقبلات المختلسة بالاحضان الملتهبة بالنظرات الوالهة التي تحكي بصمتها قصصا ومواعيد , بالابتسامات الشفيفة على البعد مثل ندى الصباحات المخضبة بانفاس الربيع بالتهاني الرومانسية بالاغاني العاطفية بالاجواء الحميمة بالمسجات المشتعلة ' بالمسكولات التي تخفي وراءها ابلغ المشاعر والاحاسيس الملتهبة ' تكتمل لوحة المحبة المزدانه باللون الاحمر مثل شقائق النعمان لتذكر الانسانية بعظمة التضحية وروعة الشهادة من اجل من نحب.

وفي خضم كرنفال الحب والفرح هذا حيث يغادر الناس كراهيتهم ويرمون عنهم اثواب احقادهم ولو لساعات وهم يذوبون حبا وشوقا وحنينا , ويتبادلون ارق المفردات الرومانسية التي تضج بها قواميس الحب ومعاجمه , يبرز على الطرف الاخر نقيض هذا الكرنفال الانساني العاطفي الشفيف ' حيث أن معظم السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين ' في هذه الدولة او تلك ما زالوا وفي ظل اجواء وطقوس عيد الحب يتبادلون فيما بينهم الاحقاد والكراهية والاتهامات والشتائم والابتزازات والتهديدات والتلويح بالملفات السوداء ' بدل التفرغ لخدمة المعدمين والفقراء ' وبدل التلاقي على المحبة والتسامح والاخاء ' مما اسهم ويسهم في تعميق مشاعر الكراهية والانقسامات والبغضاء ويعرقل كل جهود وخطط وبرامج وستراتيجيات الخدمات والنهوض والبناء ' وبدل تسريع وتائر النهوض و التقدم تتقهقر المجتمعات الى الوراء.

في خضم ذلك يبدو ان امثال هؤلاء السياسيين والبرلمانيين والمسؤولين , بالاخص في الدول النائمة والجاثمة والمتسولة والمتوسلة التي يطفو بعضها على بحار من الثروات وما يزال فقراؤها يعيشون على الفتات بفعل مثل هذه (الكفاءات) باتوا بحاجة ماسة الى فالانتاين جديد لايهم لونه او شكله او دينه او قوميته او طائفته او لغته او معتقده او انتمائه ,يجتث من اعماقهم كل بذور الاحقاد والانانيات والكراهية والتبعية والفساد والبغضاء وحب التسلط والاستحواذ والغاء الاخرين وتهميش الفرقاء واقصاء الشركاء والنوازع الطائفية والانتقام , ويزرع عوضا عنها ثلاثة عناصر اساسية من ايدلوجية الحب الوجدانية , تلك هي محبة الله , ومحبة شعوبهم , ومحبة اوطانهم , عندها سترحل الكراهية بعيدا وستسود المحبة ويحل السلام وسيختفي الفساد وتستقر وتنهض البلاد وسينعم بالخير والرفاهية والاستقرار والسعادة كل العباد.

الى ذلك وفي الوقت الذي ستتفجر فيه براكين الاشواق في قلوب الاحبة والعشاق , فان ملايين اخرى سترسل اشواقها ولهفتها وتمنياتها للاحبة البعيدين الضائعين بين محطات وموانئ وفواصل هذا الزمن الحزين من المبعدين واللاجئين والمنفيين والنازحين والمهاجرين والمهجرين , محملة بالاهات والنشيج والانين ,وهم يتمتمون بمشاعر الوجع الدفين مع الفنان كاظم الساهر ,مغالبين بقلوب مكابره حرائق الدموع الحائره:

(عيد وحب هاي الليلة الناس معيدين ... لو انت وياي الليلة العيد  بعيدين). 

مال اللــــه فــرج

Malalah_faraj@yahoo.com





Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة